التفاحة الذهبية " تفاحة نيوتن"
في زمنٍ بعيد في بلاد أوروبا في مدينة لندن عاش مُزارعٌ يحبُّ مَزْرَعَتَه ، وَيَتَفَانى في تَرْبِيَةِ الحَيْواناتِ والزّرَاعَة. في صبَاحِ كلّ يوْمٍ كَانَ يُطْعِمُ الطُّيُورَ والحَيْوَاناتِ ، ويَجْمَعُ الفَوَاكِهَ منْ أَشجَارِ التُّفاحِ ، والجَوَافةِ والليْمُون. وكَانَ المُزَارعُ مَشْهُورًا في أَنْحَاءِ المَدِيْنةِ التي يَقِلُّ بِهَا عَددُ المُزَارِعين ، وفي يومٍ من الأَيَّامِ احْتَاجَه عُمدة البَلدةِ ليَزْرَعَ بمَدَارسِها أشْجَارًا تُزينُ مَدَاخِلِ المَدَارسِ حتَى يَسْتَظلُّ بها الطُلاب في أوْقاِت الراحةِ. وبالفعلِ : من اليوم التالي اختَار المزارِعُ حُبُوبًا لأشجارِ التُّفاحِ لكي تُزْرعَ في جميعِ أَرجَاءِ المدارس ، وواصلَ عَمَلَه ليْلاً ونَهَارًا حتى زَرَعَ كُلَّ الحبوبِ.
وبَعْدَ شُهًورٍ كَبُرتْ الأشجارُ وتَرَعْرعَت في المدارسِ ، وذهبَ المُزَارعُ إلى العُمَدةِ لكي يحصُلً على أجرِه فأعطاه مبلغًا قَليْلاً من المالِ ! فقالَ له المزارعُ : " إنَّ هذا المالَ قليلٌ جدًا يا سيدي العُمَدة ولا يكفي لمجهودي وتعبي " فردَّ عليه العمدةُ قائلاً: " أيها المزارع : إنَّ هذا المال كافٍ لكَ فأنتَ لم تتعبْ لأنكَ مُجَرد فلاحٍ لا يُفِيد " !!
اقتنعَ المُزَارِعُ بكلامِ العُمدةِ، وبأنَّ مهنةَ الزّراعةِ لا تُفيد المجتمعَ ، وأَنَّها لا قيمةَ لها ، ورجع إلى مَزرعتِه حَزِينًا، وفي الليلة التاليةِ تُوفيَ المزارع من فَرْطِ حُزْنِه.
وبعدَ مُرورِ عشراتِ السنين على وفَاةِ المُزارعِ كانَ أحدُ الطلابِ يجلسُ تحتَ أشجارِ التفاحِ في فترةِ الرَّاحةِ يُحل واجباته المدرسية بينما الطلاب يلهون ويلعبون.
وفي أَثْناءِ جُلوسِه كانَ أَحدُ زملائِه يَتَسلُّق شجرةَ التُّفاحِ لكي يلتَقِط إحدى التفاحاتِ النَّاضجة حديثًا لكنًّه تَعَرقَلَ وسقطتْ التفاحةُ على كُرَّاسةِ الطالبِ فالتقطَها ولم يأكُلهَا ، إلا أنَّ سؤالاً نَطقَ في مُخيلته: " لماذا لمْ تَسْقُطْ التفاحةُ للأعلى وسَقَطَتْ للأسفل " ؟!!
المزارعُ ماتَ ، ولكنَّه تركَ أشْجارَ التفاحِ التي كانت بمثابةِ الذّهبِ وليته ظلَّ حيًّا حتى يفْتَخِر بعَملِه كمزارعٍ ، ويعرف أنَّ عَمَلَه غَيَّرَ حياةَ البَشَريَّة ؛ حيثُ اكتُشِفَتْ نظريَّةُ الجاذبيَّة الأرضية التي غيرتْ مَفهومَ العالمِ عن الكونِ منْ خِلالِ تلك التفاحةِ الذهبية.
كلمة (حزين) في النص جاءت مضادة لكلمة :