حل درس مفهوم الخرائط والتقنيات الحديثة الجغرافيا ثانوي
تمثل الخريطة الظواهر الطبيعية و البشرية الني تبرز عليها من حيث توزيعها الجغرافي و الصفات التي تميز بعضها عن بعض و ترسم هذه الظواهر و توضح المسافات بينها تبعا لنسبة معلومة تعرف باسم ( مقياس الرسم )
تطور الخرائط
كان الإنسان يعتمد في رحلاته وانتقاله من موقع لآخر على ما يختزنه في ذاكرته من الصور الذهنية عن معالم الطريق والاتجاهات والمسافات بين تلك المعالم، ومن أجل ألّ يفقد من تلك الصور الذهنية شيئاً، وكي لا تلتبس الصور بعضها ببعض؛ لجأ الإنسان إلى رسم صور موجزة على شكل مخططات لتلك المعالم، يهتدي بها في رحلاته؛ فكانت بذلك الخريطة.
و الخريطة بهذا المعنى قديمة قدم حضارة الإنسان فمنذ القدم استعان الإنسان بتوزيع الظواهر الطبيعية و البشرية بالوصف و الرسم
و قد رسم الإنسان على الارض بالعصا أو بالأصبع ليوضح الطريق لغيره برسم صور لاهم الظواهر التي يمر بالقرب منها ذاك الطريق ثم تطور الأمر و أصبح يرسم على قطع من الحجارة أو العظام أو الخشب أو الجلود إلى أن أصبحت في الوقت الحاضر ترسم على الورق و غيره
وقد استعمل كثير من الشعوب الخرائط في الماضي . ومن أهم الاقوام الذين رسموا الخرائط و استعملوها سكان بلاد ما بين النهرين و المصريون و الصينيون و اليوناميون ، ولقد اعتنى هؤلاء الاقوام برسم الخرائط لإبراز الملكيات الزراعية و لحرص الحكومات المختلفة آنذاك على معرفة مساحة الملكيات الزراعية لكي تتمكن من تقدير الضرائب على الفلاحين و غير ذلك
ثم جاء المسلمون و أحدثوا نقلة كبرى في مجال علم الخرائط
المسلمون و أثرهم في تقدم علم الخرائط
لم تكن للعرب قبل إسلامهم عناية بهذا العلم و لذلك فإنهم نظموا الشعر في وصف بعض المناطق داخل جزيرتهم و خارجها
و عندما جاء المسلمون و انطلقوا ينشرون الإسلام اعتنوا بالخرائط فاستعملها الولاة و أمراء الجند و غيرهم وكانت عناية المسلمين كبيرة بالخرائط البرية و البحرية معا . و اعتمدوا على القياسات الفلكية و الرياضية في هذا المجال ، و عينوا خطوط الطول و دوائر العرض ، فاعتمدونا في رسم الخرائط المتعددة للعالم المعروف آنذاك و للمناطق المجاورة و البلدان المختلفة فأنن خرائطهم على أسس فلكية رياضية صحيحة
وقد رسم الجغرافيون المسلمون مجموعة من الخرائط ذات نسق واحد و تتكون من ( 21 ) خريطة شملت العالم و البحار المحيطة بالعالم الإسلامي و خرائط الاقاليم العالم الإسلامي و ذلك ما حدا العلماء مؤخرا ان يطلقوا عليها اسم اطلس الإسلام . و تعد خرائط الإدريسي أوج ما بلغه علم رسم الخرائط عند المسلمين من تطور و قد استعمل المسلمون في رسم خرائطهم الالوان . فجعلوا اللون الازرق للبحار و الاخضر للأنهار و الأحمر و البني للجبال ورسموا ما يمثل المدن دوائر مذهبة
أهمية الخريطة و فوائدها
تعاظمت أهمية الخريطة في الوقت الحاضر كثيرا و ازدادت حاجة الدول الحديثة لى الخرائط الدقيقة لأغراض الحرب و السلم فالجيوش الحديثة لا تستطيع القيام بمهماتها على الارض اليابسة أو في الجو أو البحر من غير الاهتداء بالخرائط الدقيقة . و بالخرائط تتعين الاهداف المختلفة و يوصل إليها
و تساعد الخرائط الجيوش عند الدفاع عن الارض و حمايتها من أي هجوم عليها و لا تقل أهمية الخريطة في وقت السلم عنها في الحرب ، إذ تعتمد الخريطة في وقت السلم عنها في الحرب إذ تعتمد الخريطة في وضع خطط التنمية و مشروعاتها و تنفيذها . كما تعاظمت أهمية الخريطة بازدياد حركة الإنسان و تنقلاته بين جهات الارض و نمو العلاقات بين الشعوب المختلفة فأصبحت الوسيلة الرئيسة التي يستعين بها الإنسان في الاستدلال على الطريق في البئر و البحر و الجو و خصوصا بعد ازدحام الارض بسكانها و ضخامة عدد وسائل النقل
ومع رحابة الجو و سعته لا يستغني الطيارون عن الخرائط لأنها تحدد لهم خطوط سيرهم و تمنع الارتظام بين الطائرات . كذلك السفن التي تمخر عباب البحر حيث يطلب منها التقييد بمسار معين خصوصا عند اقترابها من الموانئ و المناطق المزدحمة بالحركة