بوربوينت تفسير سورة لقمان الآيات ( 33 34 ) مادة دراسات إسلامية (تفسير) لطلاب الصف الاول متوسط الفصل الدراسي الثاني
مفاتيح الغيب تفسير سورة لقمان الآيتان (33-34)
لو طرق عليك أحد باب منزلك، فإنك لن تستطيع أن تتعرف عليه إلا بطريق من طرق العلم مثل: المشاهدة، أو السماع، أو الخبر؛ وذلك أن الطارق يعتبر بالنسبة لك غيب، لكنه لا يعتبر غيبًا بالنسبة لغيرك ممن يراه في الخارج مثلً. وهناك أمور من الغيب أطْلع الله تعالى عليها أنبياءه عليهم الصلاة والسلام، فهي لا تعتبر غيبًا بالنسبة لهم.
وهناك أمور أخرى استأثر الله تعالى بها، فلم يُطْلع عليها أحدًا لحكمة يعلمها سبحانه. تأمل الآيات الآتية، واستخرج منها هذه الأمور التي استأثر الله تعالى بعلمها.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴿33﴾ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿34﴾
بين يديك موضوع الآية رقم 33، فضع أنت موضوع الية رقم 34.
موضوع الآية رقم 33
الأمر بالاستعداد ليوم القيامة
موضوع الآية رقم 34 :
… أمور لا يعلمها إلا الله ...
معاني الكلمات
اخْشَوْا : خافوا.
يَجْزِي : يكافئ.
الْأَرْحَامِ : الرحم: موضع الولد في بطن المرأة.
تفسير الآيات
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ : بامتثال أوامره واجتناب نواهيه
وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ : وخافوا واحذروا يومًا لا يُغني فيه الوالد عن ولده ولا المولود عن والده، وهو يوم القيامة
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ : إن وعد الله واقع بلا ريب
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا : فلا تنخدعوا بزخارف الدنيا وتنسوا الآخرة
وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ : ولا يخدعنكم الشيطان، فيصدكم عن الله.
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ : إن الله وحده عنده خبر الوقت الذي تقوم فيه الساعة
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ : وينزل المطر، ويعلم وقت نزوله
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ : ويعلم ما في أرحام النساء من الولد وغيره
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ : ولا يدري أي واحد ماذا يكسب في غده
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ : ولا تعلم أي نفس أين يكون زمان موتها ولا موضعه
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير : إن علم هذه الأمور الخمسة مما يختص به الله؛ لأنه العليم بالأمور كلها الخبير ببواطنها، فلا يخفى عليه شيء.
الفوائد والاستنباطات
1_حاجة الإنسان إلى تقوى الله تعالى أشد من حاجته إلى أي شيء آخر؛ لأنها تحمل صاحبها على طاعة الله والابتعاد عن معصيته
2_يوم القيامة يوم شديد الأهوال لا ينفع فيه الوالد ولده ولا الولد والده، ولذا أمر الله تعالى بالخشية من أهوال ذلك اليوم
3_من الأمور التي تصرف الإنسان عن الاستعداد لليوم الآخر الافتتان بالدنيا بحيث يؤثرها على طاعة الله، والاستجابة لوساوس الشيطان وأمانيه الكاذبة؛ ولذا حذّر الله تعالى من الاغترار بهما، والانسياق وراءهما؛ لأن في ذلك الشقاء الدائم في الدنيا والآخرة
4_الله سبحانه هو العالم بجميع الأشياء ما كان منها مشاهدًا وما كان منها غائبًا عن الأنظار، ولا يعلم أحد الغيب إلا إذا أطلعه الله عليه، وقد استأثر الله تعالى بعلم أمور خمسة لم يظهر عليها أحدًا من خلقه لا ملكًا مقرّبًا ولا نبيًّا مرسلاً، وهي الأمور الخمسة المذكورة في الآيات
- بين الله تعالى في هذه الآيات أن من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله ، وقت نزول الأمطار ، و أنت تسمع في نشرات الأخبار أن مصلحة الأرصاد تحدد بعض الأيام التي يتوقع فيها نزول الأمطار ، فهل هذا يتعارض مع ما جاء في الآيات ؟ وضح ذلك .
لا ؛ لأنهم يتوقعون ما يمكن أن يحدث من أمطار بناء على دراسات بحثية و أجهزة كشفية ترصد حركة الرياح و الهواء و الأماكن المحتمل نزول المطر فيها ولكن لا يعلمون كمية الأمطار ولا متى وأين ينزل بالتحديد كل ذلك يعلمه الله.
- تعهد الشيطان بإغواء بنى آدم ، كما قال الله تعالى حكاية عنه : (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ص : 82 ، وله في ذلك مداخل عديدة على الإنسان ، أرجع الى أحد المصادر ، ودون في دفترك خمس مداخل منها .
1-الغضب و الشهوة: فأن الغضب هو غول العقل ، واذا ضعف جند العقل هجم جند الشيطان ،ومهما غضب الإنسان لعب الشيطان به كم يلعب الصبي بالكرة.
2-الحسد و الحرص: فمهما كان العبد حريصاً أعماه حرصه و أصمه ،ونور البصيرة هو الذي يعرف مداخل الشيطان ،فاذا غطاه الحسد و الحرص لم يبصر ، فحينئذ يجد الشيطان فرصة فيحسن عند الحريص كل ما يوصله الى شهوته.
3-الشبع من الطعام: وإن كان حلالاً صافياً فإن الشبع يقوي الشهوات ،والشهوات أسلحة الشيطان
4-العجلة: وترك التثبت في الأمور ،قال صلى الله عليه وسلم ( العجلة من الشيطان و التأني من الله تعالى )
5-البخل وخوف الفقر: فإن ذلك هو الذي يمنع من الإنفاق والتصدق يدعو الى الإدخار و الكنز و العذاب الأليم
تطبيقات سلوكية
-أَحْذَرُ من الاشتغال بالدنيا عن الآخرة .
-أُؤْمِنُ بما أخبرنا الله تعالى به من أمور الغيب.
التقويم
كيف يحقق الإنسان تقوى الله ؟
يحقق الإنسان تقوى الله بامتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه .
علل لما يأتي :
أ-الإنسان بحاجة إلى تقوى الله تعالى أشد من حاجته إلى أي شيء آخر.
لأنها تحمل صاحبها على طاعة الله و الابتعاد عن معصيته
ب-أمر الله تعالى بالخشية من أهوال يوم القيامة.
لأن يوم القيامة يوم شديد الأهوال لا ينفع فيه الوالد ولا الولد والده ولذلك أمر الله تعالى بخشيته
ج-نهى الله سبحانه عن الاستجابة لوساوس الشيطان وأمانيّه الكاذبة.
لأن في ذلك الشقاء الدائم في الدنيا والآخرة.
ما معنى كل ما يأتي
يَجْزِي : يغني.
الْغَرُور : الخداع.
الرحم : موضع الولد في بطن أمه
استدل من الآيات على كل ما يأتي
أ-أن وعد الله واقع دون شك.
قال تعالى (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ)
ب-الشيطان عدوٌّ مخادع يصدّ عن تقوى الله
قال تعالى (وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)
استأثر الله تعالى بعلم أمور خمسة لم يظهر عليها أحد من خلقه ،استخرجها من الآيات
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
1- عالم أمور يوم القيامة.
2- عالم الغيب
3- ينزل الغيث
4-يعلم ما في الأرحام
5-يعلم عن كل نفس ماذا تعلم غداً ،وبأي أرض تموت
أضف لمعلوماتك
أهمية الإيمان بالغيب:
الإيمان بالغيب ،هو أساس الإيمان كله ؛لأن أركان الإيمان من الأمور الغيبية، وقد بين الله عز وجل في كتابه المبين أن الإيمان بالغيب من صفات المؤمنين المتقين فقال عز وجل (الم ﴿1﴾ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ ) وبهذا تظهر لنا أهمية الإيمان بالغيب ومكانته في الإسلام فهو صفة المؤمنين المتقين وكل من يدّعي علمًا بشيء من الغيب من تلقاء نفسه، يكون ضالاً ومكذّبًا لخبر الله عز وجل، ونصوص الكتاب والسُّنّة تبيّ أن علم الغيب من خصائص المولى تبارك
وتعالى، كما قال تعالى (قل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ)
وهذا يبين لنا حكم الذين يزعمون أنهم يخبرون عما يقع في المستقبل من حوادث، أو يزعمون علم ما في نفس الإنسان، وغير ذلك من كذب ودجل وشعوذة مما نجد له صورًا في بعض الصحف
والمجلات، التي تحتوي على زاوية لقراءة حظ الإنسان، أو ادعاء معرفة ما يقع في المستقبل من خلال معرفةالأبراج والكواكب، نسأل الله السلامة والعافية