حل درس التعريف بسورة لقمان دراسات إسلامية أول متوسط
موضوعات السورة :
التنويه بالقرآن (1-9) :
لقد أجتهد المشركون في صد الناس عن القرآن، فجاء النضر بن الحارث بأساطير الفرس وأقاصيصهم ليصد الناس عن القرآن ، وما ذاك إلا جهلا منه، فالقرآن كلام الله لا يعدله شيء من كلام الناس، فهو كتاب فيه حكمة وهدى ورحمة ، فمن آمن به أخذ من هذه الأوصاف بقدر ما يتدبره ويتأمله، وكانت له جنات النعيم نزلا، ومن أعرض عنه و استبدل به لهو الحديث وهو كل مايلهي عن ذكر الله، فإنه يقع في الهلاك، ويكون في العذاب المهين.
هذا خلق الله ( ۱۰-۱۱) :
بعد أن نؤه الله بالقرآن وأوصافه ، ويمن اتبعه ذکر غرضا ساميا من أغراض القرآن لا يجده المرء في قصص الناس وأخبارهم وأشعارهم، ألا وهو التذکیر بعظمة الله في خلقه لهذه السماوات العظيمة التي لا تقوم على دعائم تمسك بها ، وألقى الجبال في الأرض لئلا تتحرك وتضطرب ، ونشر فيها دواب كثيرة لا يمكن حصرها وإحصاؤها، وأنزل الله المطر الذي تخرج به نباتات كثيرة لا تدخل تحت العد من كثرتها، هذا كله خلق الله الذي تفرد به، فهل يستطيع أحد غير الله من الأوثان وغيرها أن يخلق كخلق الله ؟!
لقمان الحكيم ووصاياه ( 12 - 19 ) :
لقد أنعم الله على لقمان بالحكمة ، وألهمه الشكر ، فكان من حكمته التي وهبه الله، هذه الوصايا النافعة التي أوصی بها ابنه ، فبم أوصاه ؟
أوصاه بالتوحيد الله ونبذ الشرك؛ ثم ذكر الله الوصية بالوالدين، خصوصا الأم التي تتكلف في حملها ووضعها ورضاعها ورعايتها لأولادها، ومع كبير حقهما بعد حق الله فإن المرء لا يجوز له أن يطيعهما فيما يغضب الله؛ کالشرك بالله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكن عليه أن يصانعهما ويصاحبهما بالمعروف فذلك من حقهما عليه.
ثم ذكر لقمان ابنه بسعة علم الله وإحاطته بدقائق الأمور. وبعد ذلك أمره بالصلاة التي افترضها الله في جميع الشرائع والصبر على المصائب ؛ لأن الأصل في من يأمر وينهى أن يتعرض للأذى، فالصبر من عزائم الأمور ، وبعد ذلك نبهه على معاملته للناس، وطريقة كلامه، فنهاه عن التكبر والمشي بالخيلاء ، وأمره بالهدوء في المشي وعدم رفع الصوت، فاجتناب هذه المناهی والإتيان بهذه الأوامر یدل على حسن المعاملة للناس.
دلائل الوحدانية الدالة على استحقاق الله للعبادة (۲۰- ۳۲) :
ذكر الله ما سخر للناس في السماوات والأرض، وما أعطاهم من النعم الظاهرة والباطنة، ومع هذا فإن بعض الناس يجادل في آيات الله بغير علم، ويتبع الشيطان في جداله هذا، ويزعم أنه يتبع آباءه ولا يخالفهم. ومن كان هذا حاله فإن الله قد توعده بالعذاب الغليظ يوم القيامة ، بخلاف من أسلم وجهه لله، وأحسن في عمله ، فإن الله يجازيه بالجنة، والنعيم الدائم. وهؤلاء الكفار المجادلون لو شلوا: من خلق السماوات والأرض ؟ لقالوا: خلقهن الله . فما بالهم لا يؤمنون وهم يعلمون أن الله خالقها؟! إن الله غني عن إيمانهم، وهم محتاجون إليه، فهم الناقصون على الدوام، والله هو الغني الحميد، فلو أن جميع شجر العالم منذ خلق الله الأرض، صار أقلاما و البحر مدادا کالحبر، وكتب به، لما انتهى كلام الله سبحانه، فهو لعظمته يتكلم متى شاء وكيف شاء .إن قدرة الله لا يتصورها العقل، فلو أراد أن يخلق ويفنى ما كان إلا بكلمة واحدة، فخلقكم كلكم ثم بعثکم بعد موتكم إن هو إلا كخلق وبعن نفس واحدة. إن من قدرة الله ذلك التداخل بين الليل والنهار، وذلك التسخير للشمس والقمر، فلا الشمس تدرك القمر، ولا القمر يدركها، وكل في فلك يسبحون ، وتلك السفن التي تجري في البحر بنعمة الله فلا تغرق ، إن ذلك من آيات الله العظيمة التي لو تفكر فيها هؤلاء الكفار الأمنوا بربهم؛ كما هو حالهم إذا جاءهم الموج من كل مكان دعوا الله مخلصين له الدين، فإذا أنجاهم إلى البر أعرضوا وعادوا إلى كفرهم وفسقهم ومعاصيهم، إن هؤلاء هم المخادعون لأنفسهم الكافرون بربهم، والله لا يحبهم
موعظة ، ومفاتح الغيب ( 33 - 34 ) :
إن الله يأمرنا بالتقوى ، ويحذرنا من اليوم الآخر، يوم لا ينفع والد ولده ولا مولود بنفع والده ، ويحذر من الشيطان الذي يغر الإنسان ويوقعه في المعاصي. ثم أبان الله عن العيوب الخمسة التي لا يعلمها إلا هو ، ولا يمكن لكائن من كان أن يعلمها ، وهي : علم الساعة، ووقت نزول الغيث، وما في الأرحام، والرزق والموت. فهذه لا يعلمها أحد سواه، فهو العليم الخبير.