حل درس شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام دراسات اجتماعية أول متوسط

البيانات

شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام

 

شهدت شبه الجزيرة العربية حضارات عديدة قبل ظهور الإسلام ، وكان لها إسهامات و في مجالات كثيرة ميزت المنطقة ، وكانت لها سمات سياسية ودينية واجتماعية وثقافية اتصفت بها ، فما أحوال شبه الجزيرة العربية قبل البعثة النبوية ؟

تقع شبه الجزيرة العربية في قلب العالم ، وتربط بين ثلاث قارات ، هي : آسيا وأوروبا وإفريقيا ، لذا كانت ملتقى التجارة القديمة ، ويزيد أهميتها أن فيها بيت الله الحرام الكعبة المشرفة في مكة المكرمة ، وقامت فيها حضارات، ونشأت فيها اللغة العربية.

 أحوال شبه الجزيرة العربية قبل البعثة النبوية

الحالة السياسية : 

كانت في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام ممالك وقوى سياسية متنافرة استمرت مئات السنين إلى أن ظهر الإسلام فوحدها. وقد انتشرت بين القبائل حروب طويلة مثل حرب داحس والغبراء التي اشتعلت بسبب منافسات بين فرقي قبيلة غطفان، وهما: عبس وذبيان ، ودامت نحو أربعين سنة أزهقت فيها أرواح كثيرة، وتعلم العرب من هذه الحرب أن النزاع والاختلاف والتناحر لا يورث سوى القتل والتخلف وفقدان الاستقرار. كما وقعت على شبه الجزيرة العربية محاولات من الإمبراطورية الساسانية في فارس والإمبراطورية البيزنطية للسيطرة على بعض مناطقها. لذا كانت السمة العامة في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام: الاضطراب، والتناحر، وتعدد الزعامات السياسية.

للاطلاع

كانت السيادة في مكة المكرمة بعد إسماعيل عليه السلام لجرهم ، وهي قبيلة قحطانية ، ولما ظهر قصي بن كلاب ، رفع مكانة قريش ومكنها من زعامة مكة المكرمة ، وبنى دار الندوة ، وبعد وفاته أستمرت الزعامة في ذريته ، ومن أشهرهم : هاشم بن عبدمناف الذي أحدث رحلتي الشتاء والصيف ، وعبد المطلب بن هاشم الذي حفر بئر زمزم بعد دفنها، وكان من أهم أحداث عهده غزو أبرهة الحبشي لمكة المكرمة ، وميلاد نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم وكان العماليق يسكنون يثرب ( المدينة المنورة ) ، ثم استقر بها الأوس والخزرج ، وأصبحت السيادة لهم فيها.

الحالة الدينية : 

شرف الله عز وجل شبه الجزيرة العربية وجعلها أرض التوحيد والحنيفية، ففيها هبط آدم وحواء عليهما السلام وفق بعض الروايات في مكة المكرمة، وقد انتشرت الحنيفية بعد أن قدم إبراهيم عليه السلام من فلسطين إلى مكة المكرمة، وأمره الله بأن يرفع قواعد بيت الله في مكة المكرمة، ثم انحرف بعض العرب في شبه الجزيرة العربية عن هذا الدين ، فانتشرت عبادة الأصنام والشرك بالله. 

وقد تعددت الديانات في شبه الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنها : 

أ- الديانات السماوية : 

الحنيفية : وهي ملة أبينا إبراهيم عليه السلام ، ملة التوحيد ، وقد تمسك بها بعض سكان شبه الجزيرة العربية، ويسمى أتباعها المختفاء، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل بعثته على هذه الديانة ، وهي دين التوحيد واجتناب الشرك بالله. قال تعالى : ( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين (۳) (الأنعام) ۔ 

اليهودية : وقد انتشرت على نطاق ضيق في غرب شبه الجزيرة العربية وجنوبها. 

النصرانية : وقد انتشرت في شمال شبه الجزيرة العربية وجنوبها.

ب- الممارسات الدينية الأخرى : 

وهي ممارسات بدائية اتخذت عدة مظاهر ، منها : 

عبادة الأصنام : إذ كان لكل قبيلة صنم، وهل كان الصنم الأعظم لقريش على ظهر الكعبة. قال تعالى : ( أفرءيتم اللات والعزى ومنوة الثالثة الأخرى ) ( النجم )  وهذه أسماء أصنام للعرب. 

عبادة الأجرام السماوية : مثل : الشمس ، والقمر ، والكواكب الأخرى ، وقد أقيمت معابد الممارسة هذه العبادات ، وعبادة الطبيعة. 

عبادة النار (المجوسية) : نشأت في بلاد فارس ، ثم انتقلت إلى بعض بلاد العرب.

- ومع ذلك أقر مشركو العرب بوجود الله عز وجل وعللوا عبادتهم الأوثان بأنها واسطة بينهم وبين الله ، قال تعالى : مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله  زلفى ) ( الزمر )  وإلى جانب هذه الديانات انتشرت بعض المعتقدات الباطلة ، منها : السحر ، والكهانة ، والعرافة ، والطيرة ، وقد أدت هذه المعتقدات إلى الانحراف عن توحيد الله عز وجل ، فأرسل الله بن محمد و للناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى نور الإسلام والهداية.

أخلاق العرب وعاداتهم قبل الإسلام :

كان عند العرب قبل الإسلام جوانب مضيئة في حياتهم الاجتماعية تمثلت في القيم المتميزة والأخلاق الكريمة ، وهو ما هيأهم بعد إيمانهم لحمل رسالة الإسلام وتبليغها ، قال : « إنما بعثت لأتمم مم الأخلاق » (أخرجه مالك ) . ووجدت عند بعض العرب قبل الإسلام بعض الممارسات والعادات السيئة ، مثل : العصبية القبلية ، والأخذ بالثأر ، وحرمان المرأة من الميراث ، ووأد البنات.

للاطلاع 

وأد البنات : دفنهن وهن حيات خشية العار أو الفقر

الحالة الثقافية والاقتصادية : 

كانت شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام نشطة اقتصادية وحضارية ، فقد كانت التجارة فيها قوية وخصوصاً في طرق التجارة القديمة التي تمر في داخلها لتربط العالم ، وكانت قريش تنظم رحلتين على مدار السنة : رحلة الشتاء إلى بلاد اليمن، ورحلة الصيف إلى بلاد الشام ، اللتين ورد ذكرهما في القرآن الكريم في سورة قريش. وكانت مكة المكرمة مركز التجارة ، وكان للعرب أسواق كثيرة ، يلتقي فيها الشعراء والتجار وعامة الناس.

للاطلاع 

أعاد وطني المملكة العربية السعودية إحياء هذه الأسواق الحضارية ، مثل سوق عكاظ بالطائف ، حيث كانت هذه الأسواق ميدانا لتنافس العرب في مجالات الشعر والخطابة. وكانت تلك الأسواق تمثل المكانة الحضارية العرب شبه الجزيرة العربية ، وموقع اتصالهم بالشعوب والحضارات الأخرى خارج شبه الجزيرة العربية

المعلقات السبع : 

برع العرب في الشعر من حيث أصالته وقوة أسلوبه ، وقد كان سجلاً تاريخياً وأداة التواصل والإعلام في ذلك الوقت ، ومن أهم موروثات الشعر آنذاك المعلقات السبع التي اشتهر بها عرب شبه الجزيرة العربية ، ولم يماثلهم فيها أحد من شعوب العالم ، وتبرز المعلقات عراقة المجتمع العربي في شبه الجزيرة العربية.

شارك الملف

آخر الملفات المضافة