درس حياة النبي محمد ﷺ قبل البعثة
نشأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة ، وكانت حياته قبل بعثته صلى الله عليه وسلم تؤكد نبوءته وصدق ما جاء به ، فكيف كانت حياته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ؟
مولده
شهدت مكة المكرمة زواج عبدالله بن عبدالمطلب ( والد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ) من آمنة بنت وهب (والدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ) ، وبعد زواجهما خرج عبد الله إلى بلاد الشام للتجارة ، وفي طريق العودة توفي في يثرب ( المدينة المنورة ) ، وكانت آمنة قد حملت بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فولدته في مكة المكرمة في شهر ربيع الأول من عام الفيل ، ( ۵۷۱ للميلاد ) ، فنشأ يتيماً ، قال تعالى : ( ألم يجدك يتيماً فئاوى ) (الضحی) . ففرح به جده عبد المطلب ، وسماه محمداً
نسبه صلى الله عليه وسلم
هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن کعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، قال : « إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم » (صحیح مسلم).
رضاعته صلى الله عليه وسلم
كان من عادة أشراف العرب أن يرسلوا أبناءهم إلى المرضعات من البادية ؛ حفاظاً على سلامة لغتهم ، وفصاحة ألسنتهم ، وصحة أجسادهم ؛ لهذا أرسلت آمنة ابنها النبي محمداً ؟ مع المرضعة حليمة بنت أبي ذؤيب من بني سعد ، وتعرف ب (حليمة السعدية) ، فتشرفت بإرضاعه ، وبقي عندها في بادية بني سعد أربع سنوات ، وفيها أنعم الله يا على هذه المرأة وأسرتها بالخير والبركة.
كفالته صلى الله عليه وسلم
قال تعالى : ( ألم يجد يتيماً فئغوى ) (الضحی) . بعد أن أمضى صلى الله عليه وسلم مدة من عمره في بني سعد أعادته حليمة إلى أسرته في مكة المكرمة ، وعندما بلغ السادسة من عمره توفيت أمه ، وتولى رعايته جده عبد المطلب ، وبعد ذلك توفي جده بعد وفاة أمه بسنتين ، فكفله عمه أبو طالب بوصية من جده عبد المطلب.
تعبده صلى الله عليه وسلم
عصم الله النبي صلى الله عليه وسلم من أفعال الجاهلية ، وصانه عما يستقبح من أمورها ، فلم يكن محمد راضياً عما يعمله قومه من أعمال سيئة ، مثل : عبادة الأوثان ، ومجالس اللهو ، بل كان قليل الاختلاط بهم ، يخلو في غار حراء بجبل النور يتعبد الله ويتفكر في مخلوقاته ، وخصوصاً في شهر رمضان.
أعماله صلى الله عليه وسلم
عمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أول شبابه عدداً من الأعمال ، من أبرزها :
حين رأى صلى الله عليه وسلم من نفسه القدرة على الكسب رعى الغنم صغيراً ليخفف عن عمه أبي طالب تكاليف الإنفاق عليه.
صحب النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب في رحلة تجارية إلى بلاد الشام حينما كان صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية عشرة من عمره ؛ وهو ما أكسبه خبرة بأحوال الناس ، ومعرفة بالأماكن التي يمر بها . ولما عرف عنه صلى الله عليه وسلم من صدق وأمانة عرضت عليه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها المتاجرة بأموالها في بلاد الشام مقابل أجر معين ، وحينما وافق صلى الله عليه وسلم أمرت خديجة غلامها ميسرة بمرافقته ، وقد حققت تجارتها أرباحاً كثيرة
شارك النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حل بعض مشکلات مجتمعه ، وفي تجديد بناء الكعبة. وحضر حلف الفضول الذي عقدته قريش ، وتعاهدوا فيه على نصرة المظلوم في مكة المكرمة. كما شارك النبي صلى الله عليه وسلم في تجديد بناء الكعبة بعدما تهدمت بعض جدرانها بسبب السيول ، فكان ينقل الحجارة للبناء ، ولما اختلفت القبائل فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه ، وكادت تقع الفتنة ، اتفقوا أن يحتكموا إلى أول رجل يدخل عليهم ، فكان هو محمداً ، فلما رأوه قالوا : أتاكم الأمين ، وحين عرضوا عليه مشكلتهم طلب منهم إحضار ثوب ، ثم وضع الحجر فيه ، وطلب من كبير كل قبيلة أن يمسك بطرف ويرفعه إلى موضع الحجر ثم أخذه صلى الله عليه وسلم ووضعه في مكانه
زواجه صلى الله عليه وسلم
كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها امرأة من أعظم نساء قريش نسباً وشرفاً ، وأكثرهن مالاً ، وقد رغبت في الزواج من النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن أبلغها ميسرة بما يتمتع به صلى الله عليه وسلم من الخصال والمكارم ، فعرضت عليه ؟ - وهو في الخامسة والعشرين من عمره - أن يخطبها إلى أبيها ، فاستشار أعمامه ، وقبلها زوجة له ، وأنجبت له كل أولاده عدا إبراهيم ، فهو من مارية القبطية رضي الله عنها