أعمال الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم
جمع القرآن الكريم كان القرآن الكريم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيأمر أصحابه بحفظه في صدورهم وكتابته ، وفي عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنهم فقد المسلمون في أثناء حروب المرتدين عدداً كبيرة من حفاظ القرآن ، فقرر أبو بكر الصديق رضي الله عنهم - بعد إشارة من عمر بن الخطاب رضي الله عنهم - تكليف الصحابي زيد بن ثابت رضي الله عنهم بتتبع القرآن الكريم وجمعه من صدور الحفاظ والرقاع والأم (الجلود) ، وجعله في مكان واحد ، ثم حفظ بعد ذلك عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنه
كتابة القرآن الكريم :
لما تولى الخلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، رأى تعدد قراءات القرآن الكريم واختلاقها عند المسلمين، فقرر جمع الناس على مصحف واحد وبلفظ واحد ، فأرسل إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما يطلب منها إرسال ما جمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ثم أمر الخليفة عثمان بن عفان ري الله عنه الصحابي زيد بن ثابت به بتدقيق المصحف ، وترتيب سوره وفقا لما أمر به الرسول صلى الله عليه ، وكتب منه عدة نسخ ، ثم أرسل لكل بلد مسلم مصحف ؛ منعاً الوقوع الاختلاف في القراءات ، وتنمي ذلك المصحف مصحف عثمان.
- أنشئ في وطني المملكة العربية السعودية مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة عام 1405 هـ ، ومجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف في المدينة المنورة عام 1439 هـ ، وترجمت معاني القرآن الكريم إلى عدد من اللغات ، ووزعت نسخ القرآن الكريم على جميع المسلمين.
تنظيم القضاء :
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقضي بين الناس بنفسه، مع من اشتهر بالقضاء والإفتاء من الصحابة في عهده ، وبعد انتشار الإسلام أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه لتولي الحكم والقضاء بين الناس خارج المدينة المنورة ، واستمر هذا النهج مدة خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وعندما تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة ، واتسعت مساحة البلاد الإسلامية في عهده نظم القضاء ، فعين قضاة لبعض الأقاليم مستقلين عن الولاة ، وخص لهم مرتبات شهرية. وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه خصصت دار للقضاء بعد أن كان القضاة يمارسون عملهم في المسجد ، واستمر هذا النهج في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الرقابة على الأسواق
استمرت الرقابة على الأسواق في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ثم تطور تنظيمها في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع توسع البلاد ، وازدادت العناية بتنظيم الأسواق ، وضبط الأسعار ، ومنع الاستغلال والغش ، إضافة إلى تأديب الخارجين عن الآداب العامة.
الشرطة والعسس
هم الجند الذين يكلفهم الخليفة بمراقبة الأمن ، وحفظ النظام ، والمساعدة على تنفيذ الأحكام. وظهر نظام الشرطة في الإسلام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم نظمت الشرطة في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعين لها رئيساً لقب بصاحب الشرطة
ولاية الأقاليم
بعد أن اتسعت البلاد الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه صعب عليه مباشرة حكم الأقاليم كلها بنفسه ، لذا عن من يثق بهم من أهل الصلاح؛ لينوبوا عنه في حكم الأقاليم المفتوحة ، فقسمت إلى ولايات ، وأطلق على حاكم كل ولاية اسم (الوالي) ، وعين بعض الموظفين لمساعدته.
إنشاء الدواوين
١- ديوان الخراج : هو الذي ينظم الواردات التي ترد إلى بيت مال المسلمين.
۲- ديوان العطاء : هو الذي ينظم تقسيم موارد الدولة.
٣- ديوان الجد : هو ديوان يعني بتسجيل أسماء الجنود وتحديد مخصصاتهم المالية من بيت المال
التاريخ الهجري
كان العرب قبل وضع التاريخ الهجري يؤرخون بالأحداث الكبيرة التي تحصل في شبه الجزيرة العربية، فأرخوا بحادثة الفيل ، ثم بحادثة تجديد بناء الكعبة. ولاتساع مساحة البلاد الإسلامية في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وحاجة المسلمين إلى تاريخ يحدد زمن المكاتبات والأحداث ، تشاور الصحابة رضي الله عنهم ، وانتهوا إلى اتخاذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ابتداء للتأريخ عند المسلمين، وتحديد شهر المحرم ليكون أول شهر في السنة.
بناء المدن : اتسعت رقعة البلاد الإسلامية، فأصبحت المسافة بعيدة بين البلاد المفتوحة وبين عاصمة البلاد الإسلامية ، فبنوا المدن ، ووفروا فيها الخدمات اللازمة ليستقر بها الجنود ، ومن تلك المدن: البصرة التي بنيت سنة 14 هـ ، والكوفة التي بنيت سنة ۱۷ هـ ، والفسطاط التي بنيت سنة 20 هـ
إصلاحات عامة
إصلاح الطرق ، وبناء الاستراحات عليها ، وتوفير المياه فيها .
حفر القنوات المائية، وإقامة السدود؛ لتنظيم جريان المياه وقيا المزروعات.
إنشاء الأسطول الإسلامي
عندما اتسعت البلاد الإسلامية، ودخلت كل من بلاد الشام ومصر تحت لوائها ، أصبح لها سواحل طويلة ، فظهرت الحاجة إلى تأمين هذه السواحل من غارات سفن الروم ، فطلب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يأذن له بغزو بلاد الروم بحرا لقربها منه، فلم يأذن له ؛ خوفاً على المسلمين من ركوب البحر.
ولما ولي عثمان بن عفان رضي الله عنه دولة الخلافة أعاد عليه معاوية رضي الله عنه الطلب ، فأذن له بشرط ألا يكره أحدا على ركوب البحر، بل يجعل الأمر اختيارية ، فشرع معاوية رضي الله عنه في بناء كثير من السفن فتجاوز عددها مئتي سفينة ، ثم لحها ، وشجع المسلمين حتى ركبوا البحر ، وتفوقوا على الروم