حرب المرتدين سنة 11 هـ
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتد بعض المسلمين عن الإسلام ، ومنهم من رفض أداء الزكاة ، بل إن منهم من ادعى النبوة، وكان لذلك أسباب، منها :
- أن معظمهم أسلموا حديثا.
- ربط بعضهم الإسلام بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم
- تعمق العصبية القبلية في نفوس كثير من تارکي الإسلام.
- أنهم لم يفقهوا بعض التكاليف الشرعية ، مثل : الصلاة ، والزكاة ، والصوم. وكان من زعمائهم : الأسود العسي، وطليحة الأسدي ، ومسلمة بن حبيب (مسيلمة الكذاب).
وقد وقف أبو بكر الصديق رضي الله عنه موقفاً حازمة ضد من ترك الإسلام، وقال مقولته المشهورة :
والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه ، ولهذا بعث أبو بكر الصديق الله أحد عشر جيشاً لقتال من ترك الإسلام ، وقد نجحت هذه الجيوش في القضاء على هذه الفتنة ، وقد أسهمت قبيلة بني حنيفة في اليمامة بوسط شبه الجزيرة العربية مع جيوش المسلمين في محاربة المرتدين.
الفتوحات الإسلامية
بعد أن تمكن أبو بكر الصديقة من القضاء - على فتنة المرتدين عاد الاستقرار إلى شبه الجزيرة العربية ، فقرر أن يسعى لنشر الإسلام خارجها ، وجاءت تلك الفتوحات نتيجة لتعامل المسلمين وأخلاقهم الحسنة، والتزامهم المبادئ الإسلامية القائمة على طاعة ولي الأمر، والعدل والرفق.
1- فتح العراق وفارس
في المدة (۱۲ هـ - ۲۱ هـ ) تمكن المسلمون من فرض سيطرتهم على العراق وفارس ، والقضاء على الإمبراطورية الفارسية ، وقد خاض المسلمون في هذه المنطقة عدة معارك ، منها : ذات السلاسل ، والجسر ، والبويب.
ومن أبرز المعارك والفتوح في العراق وفارس ما يأتي :
معركة القادسية ( 15 هـ ) :
تحرك المسلمون بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لمقاتلة الفرس في العراق سنة 15 هـ ، وانضم إليهم جيش المشتی بن حارثة رضي الله عنه ، والتقوا بجيش فارس بقيادة سرى عند القادسية، فكتب الله النصر للمسلمين ، وقتل قائد الفرس ( رستم ) وعدد كبير من جنده، وهرب الباقون .
فتح المدائن ( 16 هـ ) :
تتبع المسلمون فلول الفترس شرق نهر الفرات ، ففتحوا المدائن عاصمة الفرس ، وغنموا منها غنائم كبيرة ، ثم دخلوا القصر الأبيض ، ورفعوا الأذان إعلانا بحلول التوحيد في هذه البلاد ، وكان ذلك سنة 16 هـ ، وعاش المسلمون جنباً إلى جنب مع أهالي البلاد المفتوحة بأمن وسلام.
معركة نهاوند ( فتح الفتوح ) ( 21 هـ )
بعد فتح المدائن واصل المسلمون جهودهم ، فانتصروا على الفرس في عدة معارك ، منها : معركة نهاوند سنة ۲۱ هـ ، آخر المعارك الكبيرة ، فقد أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشة بقيادة النعمان بن مقرن رضي الله عنه الذي انتصر على الفرس ، وبعد هذه المعركة لم يواجه المسلمون صعوبات
مخطط معركة نهاوند كبيرة في القضاء على الإمبراطورية الفارسية لهذا امتدت الفتوحات إلى إقليم خراسان وبلاد السند وما حولها، وبذلك خضعت بلاد فارس للبلاد الإسلامية، فانتشر الإسلام وأقيم العدل وحل الأمان.
- فتح بلاد الشام :
لما تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة جعل أول أعماله إرسال جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه الذي جهزه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته إلى بلاد الشام ، وأصر أبو بكر الصديق رضي الله عنه على بعثه برغم صعوبة الأوضاع التي كانت قائمة آنذاك. وقد نجح الجيش في تحقيق أهدافه بعد أن خرج شمالا حتى وصل إلى أرض البلقاء في الشام، فأمن حدود البلاد الإسلامية ، وأكد قوة المسلمين وتماسكهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وساعد على استقرار الإيمان في قلوب أفراد القبائل التي كانت تفكر في ترك الإسلام ، أو الهجوم على الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة المنورة. ثم جهز أبو بكر الصديق رضي الله عنه أربعة جيوش لفتح الشام ، وتمكنت هذه الجيوش من نشر الإسلام وفتح بلاد الشام بعد أن خاضت معارك كثيرة.
أهم المعارك في بلاد الشام :
معركة أجنادین ( ۱۳ هـ ) :
دعم أبو بكر الصديق رضي الله عنه القوات في بلاد الشام بجيش أرسله من العراق بقيادة خالد ابن الوليد رضي الله الله ، ولما وصل إلى الشام وحد الجيوش تحت قيادته ثم التقى بالروم في أجنادين سنة ۱۳ هـ ، وحقق انتصاراً كبيراً ، وهو ما سهل فتح مدن دمشق ، وحمص ، وصيدا ، وبيروت ، وغيرها.
معركة اليرموك ( ۱۰ هـ ) :
بسبب انتصارات المسلمين المتتالية حشداً إمبراطور الروم ( هرقل ) جيشاً كبيرة قوامه ( 240 ألف رجل ) ، وسار بهم إلى اليرموك سنة 15 هـ ، فالتقى بجيش المسلمين المكون من ( 36 ألفاً )، بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه ، وتمكن المسلمون من الانتصار على الروم بعد أن قتلوا منهم قرابة ( ۱۲۰ ألفاً ) ، واستشهد من المسلمين نحو ثلاثة آلاف ، وتعد هذه المعركة من المعارك الحاسمة في التاريخ الإسلامي ، فقد هيأ هذا الانتصار للمسلمين فتح عدد من المدن منها : بيت المقدس وحلب وألمانية
فتح بیت المقدس ( 16 هـ ) :
بعد انتصار المسلمين في اليرموك توجه إلى فلسطين جيش بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فاستطاع أن - يفتح بعض مدنها ، ثم حاصر بیت المقدس مدة أربعة أشهر حتى ضاق بأهلها الأمر، فطلبوا تسليمها إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقدم عمرة إلى بيت المقدس فتسلمها سنة 16 هـ ومنح أهلها الأمان ، وأقرهم على ما هم عليه مقابل أن يدفعوا الجزية ، وكتب لهم بذلك كتابة عرف بالعهدة العمرية لأهل بيت المقدس ، أنهم فيه على كنائسهم وأملاكهم وأنفسهم. وبعدها واصل المسلمون فتوحاتهم شما فضموا الجزيرة الفراتية سنة ۱۸ هـ ، ومنطقة أمنية سنة ۲۵ هـ
يرجع الطلبة إلى مصادر التعلم القراءة كتاب الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل بيت المقدس ليحددوا أبرز عناصره ؟
إعطاؤهم الأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم - لا يسكن معهم. اليهود - يدفعوا الجزية مثل كل أهل المقدس - أن يخرجوا من القدس كل اللصوص والروم
فتح مصر وشمال إفريقيا وبلاد النوبة وقبرص :
حينما أنهى المسلمون فتح بلاد الشام طلب عمرو ابن العاص رضي الله عنه من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الإذن الفتح مصر ، فوافق على طلبه.
فتح مصر ( 20 هـ ) :
خرج عمرو بن العاص رضي الله عنه من الشام سنة ۲۰ هـ بأربعة آلاف مقاتل ، وفي طريقه إلى مصر فتح بعض المدن ، مثل : العريش ، والفرما ، وبلبيس ، وبعد أن أمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفرقة من الجيش بقيادة الزبير بن العوام رضي الله عنه فتح حصن بابليون بعد حصار دام عدة أشهر ، ثم اتجه إلى الإسكندرية عاصمة مصر في ذلك الوقت ، فحاصرها حتى أجبر حاكمها المقوقس على طلب الصلح، وإجلاء قوات الروم منها ودفع الجزية عن بقي على دينه.
فتح شمال إفريقيا وبلاد النوبة وقبرص :
واصل عمرو بن العاص رضي الله عنه الفتوحات غرية ففتح برقة سنة ۲۱ هـ ، وطرابلس سنة ۲۲ هـ ، وكلف عقبة بن نافع رضي الله عنه بفتح مدينة فزان ، وفي عام 26 هـ فتح والي مصر عبدالله بن أبي السرح رضي الله عنه تونس والجزائر ، وأجلى الروم عنهما.
وتمكن المسلمون من دخول قبرص سنة ۲۸ هـ ، وعقد صلح مع أهلها، إلا أنهم نقضوه ، فدخلها المسلمون مرة أخرى عام ۳۳ هـ .
وفي سنة 34 هـ انتصر المسلمون على الروم في المعركة البحرية المعروفة ب ( ذات الصواري ). واستطاعت القوات الإسلامية سنة ۳۱ هـ عقد معاهدة مع أهل النوبة في السودان بعد معارك عدة بين الطرفين.