التطير
معنى التطير
التطير في اللغة : ربط الحوادث بحركة الطير .
التطير : هو التشاؤم بمرئي، أو مسموع، أو معلوم وسميت الطيرة بهذا الاسم ؛ لأن أكثر ما يتشاءم من الطير ، فيتشاءم بعضهم بأصواتها، أو طرقها أو يتفاءل .
مثال التشاؤم بمرئي : لو رأي غرابة فتشاءم به
مثال التشاؤم بمسموع : من هم بأمر، فسمع أحدا يقول لآخر : ياخسران ، أو يا خائب ، فيتشاءم .
مثال التشاؤم بمعلوم : التشاؤم ببعض الأيام أو الشهور أو السنوات ، أو الأعداد .
من صور التطير
التطير له صور كثيرة ، منها: التطير والتشاؤم بالغراب والبوم، وبنباح الكلب ، وبالثور المكسور قرنه، أو النعل المقلوب ، أو استفتاح البيع على رجل معوق، وبعض الأزمان والشهور كفر، ويبعض الأرقام گالثالث عشر .
ومن التطير : اعتقاد الشؤم في الأعراس وغيرها من المناسبات التي يتوافق معها حصول أحداث عال المثال من وافق يوم زواجه خسوف ، أو كسوف ، أو غلاء أسعار ، أو غرق سفينة ، أو تحطم طائرة ، أو موت قریب له.
والطيرة المنهي عنها : هي التي تدفع الإنسان إلى الفعل أو الترك، وعن الفضل بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : « إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك » (۱). وقد كان بعض العرب في الجاهلية يتشاءم بالطير إذا ذهب يسار، ويسمونه البارح، و كان بعضهم يتفاءل بالطير إذا ذهب يمينا ويسمونه بالسانح ، وهذا اعتقاد باطل وهو من الطيرة المنهي عنها ؛ فحركة الطير لا أثر لها في ملكوت الله وقضائه وقدره. وينبغي التفريق بين الطيرة والرغبات أو الأذواق الشخصية الخاصة ، ففرق بين من يتطير ويتشاءم باللون الأسود وآخر لا يحب اللون الأسود ؛ فلو طلب رجلان من صاحب معرض للسيارات أن يشتري لكل واحد منهما سيارة جديدة ، فاشترى لهما وكان لون السيارتين أسود ؛ فرد الأول منهما السيارة ؛ لاعتقاده أنها ستجلب عليه شرة ، ورد الثاني سيارته ؛ لأنه لا يجب اللون الأسود ؛ فالأول وقع في الطيرة المذمومة ، والثاني لا شيء علي
علاج التطير وكفارته
قد يقع في نفس الإنسان شيء من وسوسة الشياطين فتقوده إلى التطير ، وعلاج ذلك يكون بأمور منها :
تقوية الإيمان بقضاء الله وقدره : فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، فيمضي في أمره الذي يقصده ، عالما بأن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض
قوة التوكل على الله سبحانه : فمن توكل على الله فهو حسبه، فلا يتوجه بقليه إلى غير الله
صلاة الاستخارة قبل الشروع في الأمر : فهذه الصلاة تجعله مطمئنا ، لأنه استخار ربه ورجاه ، وما يكتبه الله هو الخير .
الاستعاذة بالله تعالى : إذا عرض للعبد شعور بالتطير ، وألا يلتفت إليه.
الدعاء بالأدعية النبوية مثل : حديث عروة بن عامر رضي الله عنه قال : ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أحسنها الفأل ، ولا ترد مسلماً فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بك )
أما من وقع التطير في قلبه فليقل ماورد في حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك ، قالوا : فما كفارة ذلك ؟ قال : « أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك » (4) .