لا يكاد يخلو منزل من استخدام الخشب بأنواعه المختلفة ، بل لا تكاد تخلو غرفة في بعض المنازل من استخدام الخشب ففي غرف الجلوس ، هنالك المقاعد الخشبية بأشكالها ، فاللخشب دور رئیس في صناعة الأثاث
كان استخدام الخشب في الماضي ، يقتصر على بعض أنواع الأخشاب المحلية ، وبعض الأخشاب القليلة المستوردة فأغلب أراضي المملكة العربية السعودية ، لا تنمو فيها الأشجار بكميات كبيرة أما الآن فمعظم الأخشاب المستخدمة ، هي أخشاب مستوردة من المناطق التي تكثر فيها الغابات والأشجار وتتفاوت أهمية تلك الأخشاب وقيمتها ، وفقا للونها ، وقوتها وصلادتها ، وندرتها ، وإمكانياتها في التشكيل فهنالك أخشاب طبيعية لينة ، كخشب الصنوبر الأبيض والأصفر ، وخشب الراتنجي ( العزيزي) ، وخشب السرو ، وخشب الأرز Spanish Cedar وهنالك أنواع صلبة كخشب البلوط Oak ، وخشب القسطل ( أبو فروة ) ، وخشب الدردار ، وخشب الماهوجني Mahogany ، وخشب الجوز Walnut ، وخشب الزان ، وخشب القرو ، وخشب الأبنوس Ebony.
أما الأخشاب المصنعة ، فهنالك خشب الأبلكاش ، وخشب الكونتر ، والخشب المضغوط، وألواح السيلوتکس ، والإنسلوود ، والهاردبورد.
تتميز الأخشاب الطبيعية بشقيها اللينة والصلبة ، بمناسبتها ، وكثرة استخدامها في أعمال الأثاث وتفضل الأخشاب اللينة لسهولة حفرها ، أما الأخشاب الصلبة فتفضل لقوتها وصلابتها ، لذا فإن لكل نوع من تلك الأنواع خصائصه المميزة له
الحفر على الخشب في الحضارة الإسلامية
وقد تميزت عدة حضارات بمنتجاتها الفنية فيما يتعلق بالخشب واستخداماته المختلفة والمتعددة ، کالأثاث في داخل المنازل والقصور والمساجد، أو كأجزاء أخرى مكملة كالعلب والصناديق الخشبية لحفظ الأشياء الثمينة. ومن بين تلك الحضارات، الحضارة الإسلامية
ولو تأملنا المحراب ، نجد أنه عبارة عن قطعة خشبية ، عليها زخارف في الأعلى نقشت بالخط الكوفي ، ونفذت بطريقة الحفر البارز " حيث نشاهد بروز الآيات القرآنية عن سطح الخشب " وهذا الأسلوب شاع استخدامه في العصر الفاطمي
استمرارية التأثر بالحضارة الإسلامية
و كامتداد للتراث الفني الإسلامي في الحفر على الخشب ، فإن العديد من الحرفيين الشعبيين ، في أغلب الأقطار الإسلامية ، والتي تكثر فيها الأشجار المناسبة للحفر ، ظلوا متمسكين بذلك الإرث الفني الذي تركته لنا الحضارة الإسلامية
تطعيم الخشب وتزيينه في الفنون الإسلامية
ولم تقتصر مهارة الفنانين المسلمين على حفر الأخشاب ، بل اشتملت أيضا على تزيينها بقشرة الأخشاب الجميلة والمميزة وغالية الثمن، وتطعيمها بالعاج والصدف.
نلاحظ أن الشكل صندوق سداسي الأضلاع ، وبه أرجل قصيرة مزخرفة بنقوش هندسية ، وتتكون الرسومات الزخرفية من حشوات مستطيلة تحتوي على زخارف الأوراق خماسية الفصوص وأخرى متعرجة الشكل ، كما تحتوي على أشكال تشبه النجوم ، وبأسفلها شريط زين بما يشبه الأعمدة والعقود.
تميز أوروبا في عصر النهضة بالحفر على الخشب
من الأمور التي تميزت بها أوروبا، في وقت نهضتها بالقرن الثامن عشر الميلادي ، اهتمامها الواسع بالنقوش والزخرفة ، فعلى سبيل المثال كانت الكراسي تصنع وفقا لمواصفاتها الفنية ، كأن تكون مريحة عند الجلوس عليها ، ومناسبة لجسم الإنسان ، وثابتة ، وأيضا أن تكون جميلة في شكلها ، وهو الأمر المتعلق بمقدرة الفنان أو الحرفي في إبراز زخارفها المتداخلة والمحفورة عليها ، لذلك أعطيت لتلك الكراسي أسماء وطرز مميزة لها