عناية الإسلام بالعمل
مر رجل بأبي الدرداء رضي الله عنه وهو يغرس شجرة بدمشق وكان رضي الله عنه شيخاً كبير السن ، فقال الرجل : أتغرس هذه وأنت شيخ كبير ، وهذه لا تطعم إلا في كذا وكذا عام - يقصد بعد عدة سنوات فقد لا تدرك ثمرتها - فقال أبو الدرداء رضي الله عنه : ( ما على أن يكون لي أجرها ويأكل منها غيري )
من معاني الحديثين وإرشاداتهما
1- الزراعة من الأعمال والحرف اليدوية التي فطر الله الناس على حبها ، ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الذنيا والله عنده حسن المئاب ) ( آل عمران ) ( 14 )
2- الزراعة ضرورة للدورة الحياتية حيث يوفر بها الإنسان ما يحتاجه من غذاء.
3- رتب الله الأجر الكثير للمسلم الذي يعمل في الزراعة ، حيث يكتب له أجر وثواب بكل ثمرة أو زرع يأكله إنسان أو حيوان أو طائر ، بل ويستمر أجره ما استمر ذلك الشجر والزرع وما نتج عنه .
4- رفع الإسلام من شأن الزراعة لتكون عملا أخروا من أعمال البر ، كما في قوله : « إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها » ، لما فيها من عمارة الأرض
5- حينما تعمل وتسعى لكسب الرزق سواء كان بالزراعة أو التجارة أو غيرهما من المهن تبتغي إعفاف نفسك عن السؤال فأنت في عبادة تؤجر عليها
6- كان أنبياء الله - وهم القدوة - يكسبون رزقهم بعمل أيديهم، فما من نبي إلا ورعي الغنم ، وعمل نبي الله إدريس الا في الخياطة ، وعمل موسی ع في رعي الغنم ، وعمل نبي الله داود ع صانع دروع، وعمل نوح وزكريا في النجارة ، وعمل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في رعي الغنم والتجارة .
7- احترام العمل بأنواعه المختلفة وعدم احتقار أي عمل أو مهنة إذا كانت مباحة .
السؤال : ما الفوائد التي يجنيها المجتمع من الزراعة ؟
توفير ما يحتاجه الإنسان من غذاء - توفير ما يحتاجه الإنسان من ملبس من خلال بعض المحاصيل - إعمار الأرض. - توفير بيئة صحية مناسبة للعيش حيث يزيد الأكسجين اللازم للحياة في الهواء - توفير فرص عمل للكثير من الشباب - التحرر من هيمنة الدول الخارجية على قرار المجتمع عندما يوفر المجتمع قوته بنفسه