حل درس تفريغ النحاس تربية فنية ثالث متوسط

تعد زخرفة المعادن عنصرا مميزا في تاريخ الحضارات ، ولم يعرف غزارتها كالتي عرفتها التحف المعدنية في الفنون الإسلامية ، يدل على ذلك الآثار النحاسية المصنوعة من النحاس الأصفر والنحاس الأحمر والبرونز والفضة والزئبق والرصاص وغيرها من المعادن التي كانت تتناول التشكيلات الهندسية والنباتية والكتابية كمادة تزيينية لجميع المشغولات المنفذة مثل الأدوات ، كأدوات الكتابة والإضاءة والتزيين ، والأواني والمنحوتات وغيرها 

التخريم أو التثقيب :

استخدمت هذه التقنية كي تظهر الزخارف بشكل أوضح ، وتسمح بخروج النور من الشمعدانات المغلقة ووحدات الإضاءة كالنجف أو للبخور من المباخر عبر أغطيتها البديعة ويستعمل في الأدوات المعدنية ثقباً ونشراً وصباً ، حيث يتم تفريغ المساحات الناتجة من الزخرفة لتعطي فراغا يتخلل منه الضوء ، أما في الأطباق والحلي فإن دورها يكون جماليا إضافة إلى تقليل وزن القطعة المشغولة ، ولتنفيذ هذه الطريقة يستخدم أزمیلا حاد الرأس يقوم بتفريغ المساحات المقصودة من صفائح المعدن الرقيقة به على هيئة التصميم ، وقد برع الصناع في إحداث أدق الزخارف على المشغولات المعدنية وخاصة المصنوعة من الفضة

التفريغ :

هو الطريقة البسيطة والسهلة للحصول على تأثيرات زخرفية جميلة ومتنوعة فوق أسطح المعادن المختلفة ، وهو إزالة مساحات أو أجزاء من أسطح المعادن المختلفة للحصول على تأثيرات زخرفية جميلة ومتنوعة سواء كانت نباتية أو هندسية أو خطية ؛ حيث تجعل القطعة مرئية وأكثر إضاءة

المينا الباردة :

هي عبارة عن مساحيق لونية خالية من الزجاج وتستخدم إما على هيئة مسحوق أو في شكل حصيات صغيرة أو فصوص أو على هيئة خيوط أو معاجين يلون بها وعندما تجف تعطي شفافية وبريقا يشبه بريق الزجاج وتتنوع ألوانها فمنها يكون معتمة

طريقة استخدام المينا على المعادن:

توضع المينا على سطح المعدن ويدخل الفرن حتى تذوب وتلتصق بالمعدن ، ويبدو لامعا مصقولا ، وذلك بعد تسخين البودرة على سطح المعدن حتى درجة حرارة معينة وتؤدي إلى انصهار البودرة مشكلة طبقة طلاء زجاجية فوق سطح المعدن

- وهنا عدة طرق لتطبيق المينا على المعدن ، من أشهر هذه الطرق وأكثرها استعمالا ، هي طريقة التجزيع ( حيث تعد الزخرفة من أسلاك معدنية ذات ارتفاع مليمتر واحد تقريباً ، وتثبت على سطح المعدن على هيئة التصميم ، ثم تعبأ بالمينا وتتعرض للهب عدة مرات ويتساوی ارتفاع السلك بسطح المينا ، فتظهر الأسلاك كخطوط داخل المينا )

التشكيل فوق أسطح المعادن بالمينا الباردة :

المينا enamel هو المسمى العام الذي يطلق على صناعة تزجيج المعادن كما أنها هي ( مادة زجاجية تتكون من الرمل مضافا إليه مواد صاهرة ومواد أخرى ومواد ملونة من أكاسيد المعادن التي تتشكل بالصهر فوق السطح المعدني فتضفي عليه ألوانا زجاجية متنوعة ويطلق على الشكل بعد ذلك معدن مموه بالزجاج )

تنظيف المعادن وتلميعها : 

هي عملية إزالة أو اختزال الأكاسيد و القشور والشوائب والمواد الدهنية وذرات المعادن العالقة والبقع السوداء من سطح المعدن ، ولتنظيف النحاس نقوم بغمر القطعة المشغولة في إناء مملوء بمحلول حمضي ( حامض الكبريتيك ) المركز بنسبة جزء واحد حامض مع عشرة أجزاء من الماء الاعتيادي ونسبة قليلة من ملح الطعام فترة قليلة لا تزيد على عشر دقائق ، ثم نخرجها وتفرك جيدا بواسطة فرشاة معدنية سلكية ناعمة ، ثم تنشف بتراب الحنطة أو نشارة الخشب.

المادة الرمل الناعم وصوف الحديد ونشارة الخشب تعتبر جميعها عوامل حاكة وصاقلة تستخدم في صقل الأسطح المعدنية وتزيل المواد الدهنية وبقع الأكاسيد عنها  كما توجد منظفات جاهزة في الأسواق لتلميع المعدن على شكل سوائل أو معاجين

تنظيف المعادن قبل عملية التفريغ :

كي تتم عملية الحفر الحمضي للمعادن بالطريقة السليمة يجب تنظيف سطح المعدن تنظیفا کاملا بصنفرة ناعمة أو سلك معدني ( سلك المطبخ ) ، ثم يصقل السطح صقلا دقیقا بواسطة قطعة من اللباد أو الصوف ، وذلك لأن بصمات الأصابع و آثار الدهون تقلل من تماسك الورنيش بسطح المعدن ، كما أنها تضعف عملية التفريغ نفسها ، وبعد ذلك لا يلمس سطح قطعة المعدن إنما ترفع من حوافها فقط وتكون المرحلة الثانية هي رسم التصميم بالورنيش

الفنون التشكيلية المعدنية :

الفنان في العصر الحديث استغل ما توفر له من زخارف ، وما تهيأت له من إمكانيات لم تكن متوفرة من قبل في تشكيل المعادن ، فاستخدم الحف والنقش والتفريغ وكذلك لون بالمينا واستخدم الفصوص المقلدة وغيرها ، و ارتقى بالفن المعدني إلى مراحل متقدمة وتوصل إلى أشكال مبتكرة لم تتوقف عند حد الإبداع والإجادة، الشكل (۷۳). وقد ساعده على ذلك ما أنتجه العصر الحديث من آلات حديثة وتقنيات متطورة وخامات، وذلك ينطبق على كافة المشغولات المعدنية التي دخلت في سائر المنتجات حولنا في الحياة العصرية ولم تعد قاصرة على الحلي والأواني بل امتدت إلى الأعمال الفنية المسطحة و المجسمة، الشكل (74) وقد استعملت المعادن في القرن العشرين بشكل طغى على كافة الخامات ودخلت المعادن في الكثير من الأعمال الجمالية وغير ذلك من مجالات استخدام المعادن في خدمة الإنسان وما شهدته الحياة المعاصرة من تطور هائل