تنوعت أساليب التشكيل على الخشب كالحفر والنحت و التفريغ وغيرها عبر الحضارات المختلفة لما تتميز به الأخشاب من سهولة في التصنيع وجمال في الشكل ، ويعد « الحفر والتفريغ » من الفنون التطبيقية التي تطورت عبر التاريخ و ازدهرت في العصور السابقة ، حيث استطاع الفنان أن يعتني بها عناية فائقة ويبدع في أساليب زخرفتها في إطار الطابع الإسلامي العام ، ويؤكد على ذلك العديد من المنتجات الفنية الخشبية الإسلامية القديمة المحفورة بزخارف هندسية ونباتية و كتابية كالأبواب والنوافذ إضافة لبعض القطع المنحوتة كقطع الأثاث والمكملات و الصناديق الخشبية وغيرها ، ونلاحظ الباب الخشبي المزخرف بالحفر « البارز والمفرغ » في أشكال نباتية وهندسية على كامل سطحه إضافة لبعض الكتابات الدينية المحفورة
ومن القطع التراثية المحفورة بأسلوب « النحت » نجد « الشمعدان » المزخرف من جميع الجوانب بزخارف نباتية « بارزة » ومن أعلاه « حفراً غائراً ». إضافة إلى « الهون » وهو عبارة عن كتلة خشبية تم نحتها بشكل اسطواني وزخرفت بخطوط هندسية « غائرة »
أنواع الأخشاب المستخدمة في الحفر :
نفذ الحفر بأساليبه المتعددة على الأخشاب الطبيعية المستوردة بأنواعها المختلفة الصلبة واللينة ، نظراً لافتقار الأقطار الإسلامية والعربية للأخشاب المحلية الجيدة للحفر ، إضافة البعض من الأخشاب الصناعية ، ومن أفضل أنواع الأخشاب المستخدمة في الحفر والمتوفرة في الأسواق المحلية بالمملكة العربية السعودية
- وبالتالي فإن أكثر الأخشاب مناسبة للحفر هي الأخشاب الصلبة بأنواعها بفضل قوتها وصلابتها ، واندماج أليافها ، مع قابليتها الكبيرة للصقل والتنعيم ، ولكن هناك من يفضل الأخشاب اللينة لسهولة تشكيلها و الحفر عليها. أما أفضل أنواع الأخشاب الصناعية المناسبة للحفر والتفريغ ، خشب ( M.D.F ) وهو عبارة عن ألواح مصنعة من بقايا الأخشاب ، تتميز بسهولة التشكيل و الحفر عليها
طرق الحفر على الخشب :
هناك عدة طرق للحفر على الخشب من أهمها ما يأتي
١- الحفر الغائر : وتحفر فيه الزخارف بمستوى أدنى عن سطح الخشب إما يدويا أو بألة الحفر الكهربائية
الحفر البارز المفرغ في بعض الأعمال الخشبية المعاصرة
نتيجة للتطور التقني ووفرة الإنتاج واختراع الآلات في عصرنا الحالي الذي انعكس على مجمل المجالات التطبيقية و التشكيلية ، خاصة مجال « أشغال الخشب » الذي يدخل في صلب حياتنا اليومية ، ابتداء بأعمال الديكور وقطع الأثاث ، وانتهاء بالمجسمات الجمالية و القطع الفنية الصغيرة كالبراويز والألعاب وغيرها ، والتي شكلت بتصميمات وزخارف تشكيلية سمتها البساطة.
فنجد في الأشكال (۱۲۵ - ۱۲۹ - ۱۲۷ - ۱۲۸) ، أن الفنانين المعاصرين جمعوا بين أسلوبين من الحفر هما « الحفر البارز » ، و « الحفر المفرغ » ، لعمل كلا من وحدة الإضاءة والكرسي والقطع الفنية الخشبية الأخرى في تصميمات مبسطة أساسها الخطوط المنحنية البسيطة ، ليخرجوا لنا أعمالاً فنية ونفعية بصورة جمالية مبتكرة