نقدم لكم حل كتاب لغتي الخالدة للصف الأول المتوسط الفصل الدراسي الثالث ف3، يتضمن الملف حل تمارين وأسئلة كتاب لغتي الخالدة أول متوسط التابع للمملكة العربية السعودية حسب المنهج الجديد.
لغتي الخالدة أول متوسط فصل ثالث
وصارت السماء قريبة: ما أغرب التأمل تحت هذه القبة الزرقاء! هكذا راح الصغير يردد في دهشة ملحوظة ، وهو ينظر إلى أعلى، إلى تلك القبة المستديرة. كانت الشمس قد بدأت تنزوي وراء الأفق ، وتركت خلقها ضوءا ذهبيا تستريح له الأعين، وبعد قليل تحولت القبة الزرقاء إلى اللون الأسود، وراحت نقاط من الضوء تبرر على استحياء، تملأ القبة.
إنها النجوم البعيدة. لم يكف محمد الغير عن النظر إليها وراح يتساءل : أيتها النجوم البعيدة ، لماذا أنت بعيدة ؟ هل تقتربين مني أكثر؟
ولم يجد محمد البتاني أي إجابة عن سؤاله الذي يلح عليه منذ أيام، وفي صباح اليوم الآتي حدث نفسه قائلا: لماذا لا أسأل رفاقي؟ وحين سألهم رد أحدهم قائلا: النجوم بعيدة، لأنها.. لأنها بعيد! قال آخر: هذه الأسئلة ستظل بلا أجوبة ، فلا تتعب انفسك. فأبى أن يستسلم.
ظل الإلحاح يطارد صديقنا المولود عام (240هـ - 854م) في هذه المدينة «بتان» التي تطل على أحد روافد نهر الفرات، وعرف أن في هذه المدينة عالما جليلا ، يهتم بالمعرفة في كل المجالات وراح يسأله ، فكان الجواب:
النجوم بعيدة لأن هذا هو مكانها، وهي لا تقترب منا، بل يجب علينا أن نقترب منها.
وكانت الإجابة غامضة، فكيف يقترب الإنسان من هذه النجوم؟ وجاءت الإجابة أكثر غموضا : الأمر سهل إنه المرصد.
ما المرصد؟
وراح الصغير يسأل : ما المرصد؟ فعرف أنه المكان الذي ينظر من خلاله العلماء إلى السماء ، ومعهم أجهزة متطورة، يمكنهم بها رؤية النجوم أكثر قربا من الرؤية بالعين المجردة.
وحين نزل العاصمة لأول مرة، عرف أن هناك علما يسمى «الفلك» يهتم برصد النجوم والكواكب في الماء. وأين لهذا العلم رجالا يهتمون به، يسمون «الفلكيين» ، وأن رئيسهم يدعی سند بن علي.
وفي اللقاء الثالث بين الشاب البتاني، وبين رئيس الفلكيين، كان السؤال: سيدي العالم الجليل ، لماذا لا نبني فوق التل مرصدا مثل بقية البلدان؟
واندهش العالم الكبير ، وهو يستمع إلى الشاب المليء بالحماسة. ففي البلدان المجاورة، هناك مراصد ، يمكن للعلماء بوساطتها أن يتابعوا حركة النجوم كأنها قريبة. وتحمس العالم الكبير، وقال : فكرة! في تدمير هناك مصد. وفي القاهرة...
قرار الأستاذ في مساعدة تلميذه
وقرر الأستاذ مساعدة تلميذه في تحقيق حلمه، أن يكون أكثر اقترابا من النجوم، أن يراها أكثر وضوحا، وأكبر حجما، وبدأ البناؤون يشيدون المرصد، وسافر البتاني إلى البلدان المجاورة، لإحضار أجهزة حديثة لرصد الأجسام البعيدة.
والتقى البتاني العالم العربي الشهير الإسطرلابي أشهر من صنع جهارا لرصد النجوم الذي قال له: أنت محظوظ، لدي جهاز حديث، لا يجعل النجوم تأتي إليك واضحة فقط، بل ...
وسكت قبل أن يكمل: بل إنك يمكن أن تشاهد أجزاء منها، كأنك تلمسها بأصابعك، وعاد الثاني إلى مدينته، ومعه الكثير من الأجهزة واستقبله العلماء في لهفة وسعادة، وراحوا جميعا يحتفلون بوضع الأجهزة في المرصد الذي بني في أعلى مكان يطل على العاصمة.
البتاني والمرصد
وصار المرصد بيتا دائما للبتاني. في الليل ينظر من فوهة الجهاز نحو الأفق، فيشاهد النجوم قريبة، كأنه يكاد أن يلمسها، لكنه كان أكثر إلحاحا حين يخاطبها: اقتربي أكثر أيتها النجوم ، فأنا أحبك.
هكذا أصبح صديقنا البتاني من أعظم فلكيي العالم، إذ ألف في هذا الميدان كتبا مهمة. وكانت له إسهامات عظيمة في علمي الجبر وحساب المثلثات.
مقتطفات من حل كتاب لغتي الخالدة أول متوسط
مجتمعان: مجتمع آبائنا يختلف عن مجتمعنا، مجتمعهم وجلساتهم تتصف بصفاتهم وبعصرهم وظروفه، ومجتمعاتنا وجلساتنا تتصف بصفاتنا، وبظروف عصرنا.
أبرز صفات جلساتهم الهدوء والصمت، أكبرهم سنا أعلاهم مقاما بحكم الجلسة، وصغيرهم يستمع ويهضم، ويعد عقله ليوم يتقدم في الصف، يطرح أحدهم الموضوع، فيتناوله عارفوه باختصار ، ثم يخيم الصمت، وفترات الصمت أطول من فترات الحديث.
أبرز صفات مجالسنا
وأبرز صفات مجالسنا التخلف والضجيج، مجالسنا أقرب شبه بمجتمع (عصافير التينة)، يطأ الصوت الصوت وتعلو الكلمة الكلمة، ويضيع في المعمعة صوت الكبير في صوت الصغير، ويتشعب الحديث، ويبدأ في موضوعات شتی، ولا ينهي موضوع واحد في الجلسة، وتقال الأمور كذا وتؤكد الإشاعات تبرعا، وتفهم الأمور على غير مقاصدها .
ويدخل آباؤنا إلى المجلس الممتلئ بالأفراد، فيسلم الداخل بكلمة السلام، ويرد الجالسون، لا يقوم أحد، ولا يتحرك أحد، ولا تقطع كلمة المتحدث، إلا بما يسمح به رد سلام السنة، وتنتهي الجلسة، فينسحب الأفراد بهدوء، لا يكاد يفطن لأحد من المغادرين.
الداخل إلى مجالسنا
أما مجالسنا، فيدخل الداخل إليها ويقوم له الجالسون، فيصافهم واحدا واحدا، وليس قليلا ما يحدث أنهم قبل أن تتكامل جلستهم ، بعد هذا السلام، يدخل عليهم آخر، فيقف المجلس بأجمعه على قدميه مرة أخرى، وتعود الصورة من جديد وتعاد بعد هذا مرات.
مظهر أصبح مألوفا لنا، اعتدنا عليه، بل تتطلع إليه، ننكر غيره، فلا حديث معه متصل، ولا راحة فيه ولا طمأنينة، ولو كان بيننا ثقيل الجسم، أو متورم المفاصل، أو المتقدم في السين فإنه يتوقع منه هذا القيام، وهذا الجلوس.
ولو رأى بعضنا مجتمع آبائنا لقالوا ما أثقله! وما أجمده! ولو رأى آباؤنا مجتمعنا قالوا ما أسفهه وأسمجه، أما أنا فمع آبائي في رأيهم ... ولا عجب!