حل الوحدة الثانية تفسير سورة الكهف (من مشاهد يوم القيامة) التفسير ثالث متوسط
الدرس 14 : تفسير الآيات (99-106) من سورة الكهف
تمهيد
ذكر الله تعالة في الآيلت السابقة بناء ذي القرنين للسد وذلك ليمنع يأجوج ومأجوج من الخروج على الناس بسبب أفسادهم في الأرض وذكر أن هذا السد سيظل قائماً إلى قرب قيام الساعة حيث ينهار السد بأمر الله تعالى كما أشار الله إلى ذلك بقوله في الأية السابقة :
(قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله وكان وعد ربي حقاً ) وحينئذ يخرج يأجوج ومأجوج على الناس كما ذكر الله تعالى ذلك في الآيات الاتية
وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعاً وعرضنا جهنم يؤمئذ للكافرين عرضاً الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعاً أفحسب الذين كفروا أن يتخدوا عبادى من دونى أولياء إنا اعتدنا جهنم للكافرين نزلاً قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً اولئك الذيم كفروا بأيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ذلك جزاءهم جهنم بما كفروا واتخذوا ءايتي ورسلي هزوا
معاني الكلمات
الصور : هو لاقرن الذي ينفخ فيه إسرافيل للبعث
فحبطت : بطلت
تفسير الآية
وتركنا بعضهم يومئذ : أي في يوم يدك السد وتخرج قبيلتا يأجوج ومأجوج
يموج في بعض : أي يختلط الناس بعضهم ببعض
ونفخ في الصور : أس في أثر ذلك إعلاماً بقيام الساعة
فجمعناهم جمعاً : أي في صعيد واحد للحساب والجزاء
من فوائد هذه الآية :
إثبات الصور والنفخ فيه لبعث الناس من قبورهم
وعرضنا جهنم : أي أبرزها وأظهرناها
يومئذ : أي يوم القيامة
للكافرين عرضاً : ليروا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولها ليكون ذلك أبلغ في تعجيل الهم والحزن لهم عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها
الذين كانت أعينهم : أي في الدنيا
في غطاء عن ذكرى : أي تغافلوا وتعاملوا عن قبول الهدى واتباع الحق
وكانوا لا يستطيعون سمعاً : أي وكانوا لا يقدرون على سمع آيات القرآن لبغضهم القرآن والرسول
من فوائد هاتين الآيتين :
1- بيان ما أعده الله تعالى للكافرين من العذاب
2- بيان سبب ضلال الكفار وهو إعراضهم عن ذكر الله وعن سماع آياته
أفحسب : هل ظن
الذين كفروا : ممن يعبد الأنبياء والملائكة والصالحين
أن يتخذوا عبادى : هؤلاء
أولياء : أي أرباباً كلا بل سيكونون أعداء لهم ويتبرأون منهم
إنا أعتدنا جهنم للكافرين : أي هيأناها لهم
نزلا : منزلا
من فوائد هذه الآية :
بيان أن من لهم يكن الله له ولياً وناصراً فلا ولي له ولا ناصر له
قل : أي : قل يا محمد للذين يجادلونك بالباطل من أهل الضلال
هل ننبئكم : أي نخبركم
بالأخسرين أعمالاً : أي بالذين هم أشد الخلق وأعظمهم خسراناً فيما عملوا
الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا : أي هم الذين ضاع وبطل عملهم الذي عملوه في الدنيا
لأنهم لهم يعلموه على وفق منا شرع الله
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً : أي عملاً
أولئك الذين كفروا بآيات ربهم : أي جحدوا آيات الله الدالة على وحدانيته وصدق رسله
ولقائه : أي وكذبوا بالدار الأخرة
فحبطت أعمالهم : أي فبطلت أعمالهم فلم يكن لها ثواب في الأخرة
فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً : أي فلا نثقل موازينهم لأنها خالية عن الخير
التقويم
س1- بين الكلمات الاتية
الصور : القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل للبعث
أعتدنا : هيأناها لهم - نولاً : منزلاً
ننبئكم : نخبركم - فحبطت : بطلت
س2- في الآيات أشارة إلى علامة من علامات قرب الساعة ما هذا العلامة .؟
خروج يأجوج ومأجوج
س3- دلت الأيات على أن الأنسان قد يضل وهو لا يشعر ما الآية الدالة على ذلك ؟ ومتى يكون ذلك ؟
قال تعالى : ( الين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً )
يكون ذلك عندما العلم الذي عملوه لم يكن على وفق ما شرعه الله بهدى الكتاب والسنة
س4- استخرج فائدة من قوله تعالى ( أولئك لاذين كفروا بأيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم )
أن الكفر بالله تعالى سبب لحبوط العمل
الدرس 15 : تفسير الآيات (107-110) من سورة الكهف
تمهيد
ذكر الله تعالى في الآيات السابقة جزاء الكافرين وفي الآيات الآتية بين لاله تعالى ما أعده لعباده المؤمنين قال الله تعالى
إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا بقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً
معاني الكلمات
الفردوس :أعلى درجات الجنة
نزلاً : النزل هو مايعيد للضيف
مدداً : ما يكتب به
تفسير الآيات :
إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات: أي جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح
كانت لهم جنات الفردوس: أي ما فيها من الثمار
نزلاً : أي ضيافة
خالدين فيها : أي مقيمين فيها لا ينتقلون عنها أبداً
لايبغون : اي لا يطلبون
عنها حولاً : أي تحولاً عنها إلى غيرها
من فوائد هاتين الآيتين :
1- فضيلة الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح
2- بيان عظيم الثواب الذي أعده الله تعالى لعباده المؤمنين الذين جمعوا بين الأيمان والعمل الصالح
قل لو كان البحر : أي ماء البحر
مداداً لكلمات ربي : أية حبراً للقلم الذي تكتب به كلمات الله وحكمه وآياته الداله عليه
لنفذ البحر : لفرغ البحر
قبل أن تنفذ كلمات ربي : قبل أن تفرغ من كلمات ربي
ولو جئنا بمثله مدداً : أي ولو جئنا بمثل البحر بحراً أخر ثم أخر ويكتب بها لما نفذت كلمات الله
من فوائد هذه الأية
بيان سعو علم الله تعالى وعجز البشر عن الإحاطة به
قل : للمشركين المكذبين برسالتك
أنما أنا بشر مثلكم : فما كنت لأخبركم عما سألتم عنه قصة أصحاب الكهف وخبر ذي القرنين لولا ما أطلعني الله عليه
يوحى إلى أنما إلهكم : الذي أدعوكم إلى عبادته
إله واحد : لا شريك له
فمن كان يرجوا بقاء ربه : فمن يخاف ربه يوم لقائه ويراقبه على معاصيه ويرجو ثوابه على طاعته
فليعمل عملاً صالحاً : أي موافقاُ لشرع الله
ولا يشرك بعبادة ربه أحداً : أي لا يحجعل له شريكاً في عبادته
من فوائد هذه الأية :
1- الدليل على أن ما جاء به محمد صل الله عليه وسلم أنما هو وحي من الله تعالى وليس من تلقاء نفسه
2- بيان شرطي قبول العمل وهما
أن يكون العمل صالحاً وموافق لسنة النبي الكريم
أن يكون خالصاً لله لايقصد به إلا وجهه
التقويم
س1- بين معاني الكلمات الأتية :
نزلاً : ما يعد للضيف
حولاً : تحولا عنها إلى غيرها
مداداً : ما يكتب به
س2- وضح معنى قوله تعالى ( لا يبغون عنها حولاً )
أي لا يطلبون تحولاً عنها إلى غيرها
س3- ما الدليل من الآيات السابقة على أن ماجاء به محمد صل الله عليه وسلم وحي من الله تعالى وليس من تلقاء نفسه
قال تعالى ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا بقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)