حل الوحدة الأولى سورة الناس وسورة الفلق (الالتجاء إلى الله تعالى وتعلق القلب به) التفسير أول متوسط
تمهيد
المستعاذ به في سورة الفلق ذكر بصفة واحدة، وهي أنه سبحانه وبرب الفلق والمستعاذ منه ثلاثة آفات هي : ( الغاسق ، النفاثات ، الحاسد ). وفي سورة الناس ذكر المستعاذ به بثلاث صفات وهي : ( برب ) ( ملك ) ( إله ) والمستعاذ منه آفة واحدة وهي : الوسوسة لأن المطلوب في سورة الفلق سلامة النفس والبدن ، والمطلوب في سورة الناس سلامة الدين ، وسلامة الدين مقدمة على غيرها.
فضائل السورتين
السورتي الفلق والناس فضل عظيم، حيث خصهما الله تعالی بخصائص، منها :
1. مشروعية القراءة بهما بعد كل صلاة مرة واحدة.
۲. مشروعية قراءتهما ثلاث مرات كل صباح ومساء.
٣. مشروعية قراءتهما عند النوم ثلاث مرات مع النفث في اليدين والمسح بهما ما استطاع من جسده
الفوائد واستنباطات
1. رحمة الله تعالى بعباده، حيث أرشدهم إلى ما يقيهم من الشرور، ويرفعها عنهم بعد نزولها، ومن ذلك التعوذ بهاتين السورتين العظيمتين .
۲. يشرع للمسلم أن يعوذ نفسه بهاتين السورتين، خاصة إذا أصابه سحر أو عين أو مرض، فقد كان ذلك من هدي النبي ، فعن عائشة فيه: «أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات وأمسح بيده عليه رجاء بركتهما .
۳. عناية الله تعالى بعباده، حيث نبههم إلى أخطر الشرور التي تواجههم في حياتهم، للتحرز منها والاستعاذة به من شرها، وهي شر الليل، وشر السحرة، وشر الحساد. زوالها عنه فذلك الحسد المذموم، وهو محرم شرعا، والحاسد يضر نفسه قبل أن يضر غيره، أما تمني مثل نعمة الآخرين دون زوالها عنهم فليس من الحسد المذموم. . كما أن من الجن شياطين فإن من الإنس شياطين، لذا أرشد الله تعالى إلى الاستعاذة به من شرها، فقال ومن الجنة والناس .
۷. من صفات الشيطان ( سواء أكان إنسيا أم جيا) أنه وسواس خناس، فإذا غفل العيد على ذكر الله تعالی واسترسل مع الشيطان في أفكاره، وسوس له بالشر ومعصية الله، وإذا ذكر العبد ربه بقلبه ولسانه انخنس عنه شيطان الإنس والجن وانصرف عنه، فلم يقدر على إغرائه بالشر والمعصية.
8. السحر كبيرة من الكبائر، وداء خطير على القلوب والأبدان، وقد يسعى به السحرة للتخييل على عيون الناس، أو ينشدون به التأثير على قلوب الناس أو أموالهم أو نفوسهم، أو صرفهم عن أحبابهم أو أصدقائهم أو شركائهم أو عطفهم لمحبة من يريدون . وكل ذلك محرم و كبيرة من الكبائر