حل الوحدة الرابعة سورة الكوثر وسورة الماعون (مكانة الرسول ﷺ وبعض صفات منكري البعث) التفسير أول متوسط
تفسير سورتي الكوثر والماعون
تمهيد
واجه النبي في بداية الدعوة من إيذاء المشركين، وعنادهم، وكفرهم بالله تعالی ما أدخل الحزن على قلبه، بسبب عدم إيمانهم بالله رب العالمين، حتى لما مات ولده قال بعض الكفار عنه إنه أبتر، أي لا يبقى له ذكر، وكان الله تعالى يسلي نبيه بما ينزله عليه من آي القرآن الكريم مما فيه بشارة بنصر الله تعالی لدينه وإعلاء كلمته ، وبيان أن العاقبة الحسنة له ولأتباعه ، ومن ذلك ما جاء في سورة الكوثر ببيان ما أعطاه الله تعالى لنبيه من الخير الكثير الذي منه الكوثر، ومنه الذكر الحسن له، والحكم على أعدائه بالبتر وعدم الذكر. وفي سورة الماعون حذر الله المسلم من الصفات الذميمة التي هي من صفات المكذبين، فذكرها الله ذاها لها، ومبينا سوء عاقبة أصحابها.
الفوائد واستنباطات
1. من نعم الله تعالى على نبيه محمد ال إعطاؤه نهرا عظيما في الجنة، وهو نهر الكوثر، ماؤه أشد بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا.
۲. يجب على كل مسلم أن يخلص جميع أنواع العبادة ( كالصلاة والذبح ) لله تعالى، فلا يصلي إلا لله، ولا يذبح إلا لله، ولا يدعو أحدا غير الله.
3. الذكر الحقيقي للإنسان ليس في كثرة الولد والمال، وإنما فيما يقدمه من عمل صالح ويكون له أثر في ياة الناس.
4. أن الله يحب من يرحم اليتيم ويعطف عليه، ويكرم المسكين فيعطيه من رزق الله قال ابن قيم الجوزية رحمه الله : ( الصلاة : مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، طاردة للأدواء، مقوية للقلب ، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر، مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مبعدة من الشيطان، مقربة من الرحمن) (۳).
۷. أن الله لا يقبل العمل الذي يرائي فيه العبد الناس .
۸. من إكرام الناس حسن معاملتهم بإعارتهم ما يحتاجون من منافع الدنيا، التي لا تضر إعارتها، كأدوات الطبخ وغيرها .