حل كتاب التفكير الناقد أول ثانوي مسارات الفصل الأول ف1 1446
لماذا ندرس التفكير الناقد ؟
تعزيز الشخصية الوطنية
إن تملك مهارات التفكير الناقد من المفاتيح المهمة لضمان التطور المعرفية الفعال الذي يسهم في بناء الشخصية الوطنية المتوازنة التي تحقق المواطنة الفاعلة الواعية بمخاطر الثورة الإعلامية. وأمام هذا الفيض العارم من المعلومات المختلطة كان لابد من إيجاد وسيلة للحكم على مصداقية المصادر المعلوماتية ، وهذه الوسيلة تتمثل في القدرة على التفكير الناقد الذي يمكن الفرد من فحص الأدلة والبراهين ، ويساعد على الابتعاد عن التعصب والتطرف في الآراء والأحكام والتمييز بين الرأي والحقيقة ، لنكون دروعا حصينة وواعية لمواجهة أي هجمات عدائية مغرضة تستهدف المواطن والوطن. وملتزمين بمحددات التفكير الناقد وضوابطه التي تضمن الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار ، وتحافظ على الوطن وهويته. ومن تلك المحددات والضوابط عدم المساس بثوابت الشريعة الإسلامية السمحة وأحكامها وعدم المساس بولاة أمرنا حفظهم الله وقيادتنا الرشيدة أيدها الله والوطن ورموزه وتاريخه ، وعدم المساس بأنظمة الدولة وسياساتها العامة وقراراتها ، وعدم إثارة الكراهية والمذهبية الطائفية والتمييز العنصري والمناطقي بجميع أشكاله ، وعدم التعرض للأفراد أو المؤسسات العامة بالتشهير أو بالسب والقذف أو تشويه السمعة.
تحفيز الابتكار والإبداع
يضمن التفكير المنهجي تحفيز الملكات النقدية والابتكارية والإبداعية للعقل ، وتوجيهه التوجيه السليم ، فنحن لا نولد. بمهارات التفكير الناقد ، بل نكتسبها من خلال الممارسة النشطة الفاعلة ، وبواسطة التأمل والحوار والمناظرة والنقد البناء يتولد الدافع لاستحداث الأفكار وبنائها وربطها بواقعنا الحياتي.
حل المشكلات
إن حفظ المعلومات والمعارف- مع أهميته- لا يبني لوحده شخصية الفرد ولا يكشف طاقته الكامنة. ونجاح جيل اليوم لا يتمثل فيما يحفظ ويستوعب من المعارف الدراسية فقط ، بل في تعلمه المهارات التي تمكنه من أن يتأمل ويفحص المشاكل ويفكر فيها تفكيراً موضوعيًا ، وأن يقترح حلولا مبتكرة للمشكلات التي تواجهه علميًا وعمليا وعلى صعيد الحياة العامة.
تعزيز مهارات القرن الحادي والعشرون
نعيش اليوم تطورًا هائلا في جميع حقول العلم والمعرفة ، وأمام هذا الواقع الذي يشهد ثورة هائلة في مجال الاتصالات وتدفق المعلومات تبرز أهمية اكتساب مجموعة من المهارات والقدرات والسلوكيات ومنها مهارات التفكير وضرورة تنميتها لدى الفرد والمجتمع. وهو ما يدفعنا إلى أن نعتني عناية خاصة بطريقة التفكير والتعلم الذاتي المستمر ، الذي يجعل الأفراد أكثر شغفاً وحماسة لتعلم العلوم والبحث والتقصي في المجالات العلمية التي يرون أنفسهم محتاجين إليها ومنغمسين فيها ولديهم القدرة على المرونة والتكيف مع البيئات المختلفة قادرين على توجيه أنفسهم ذاتيا.
ارتفاع مستوى التحصيل الدراسي
إن انخراطك اليوم في ممارسة مهارات التفكير مع زملائك في الفصل الدراسي ومحيطك الاجتماعي سوف ترى أثره على المدى القصير والبعيد ، فالتفكير يؤدي دورا محوريا في إعدادك ومساعدتك على أن تكون أكثر وعيا ، وأدق حكمًا ، وأضمن نجاحا في تحصيل المواد الدراسية المختلفة. وللتفكير فائدته في التحصيل الدراسي الذي يقتضي الفهم والتطبيق والتحليل والابتكار والاستدلال والاستنتاج المنطقي لكل ما يعرض عليك من معارف ، وما تمارسه من أنشطة خلال عمليتي التعلم والتعليم ، ويوفر لك النجاح أيضا في الحياة والعمل مستقبلا- بإذن الله- كما أنه أداة للمساعدة في استقراء الماضي ، والتنبؤ بالمستقبل ، ويعين على اتخاذ قرارات مستقبلية في المواقف الحياتية للحصول على نتائج صحيحة ، كذلك يساعد الطلاب على التحليل والتقويم المناسبين للمعلومات. وبناء ba عليه فالحرص على إكساب مهارات التفكير من الأساسيات والأولويات في تطوير الأنظمة التعليمية: لما له من دور محوري في بناء شخصية الباحث العلمي المستكشف في أغوار العلوم المختلفة ، والمتسلح بأدوات البحث واستنتاج المعلومات وبنائها ، وتكوين الأدلة والحجج لدعمها.
استشراف المستقبل
إن جودة حياتنا تعتمد على جودة تفكيرنا وعمقه بالإضافة إلى معارفنا ؛ لذا فالهدف هو إعداد المواطن المفكر الممتلك للمهارات الضرورية. إن فهم الواقع المعاصر المقرون باستشراف المستقبل يدفعنا إلى أن نستعد للتعامل والتكيف مع مستجدات العصر ومواجهة تحديات المستقبل.
دفع عجلة التنمية
إن مهارات التفكير تمكنك من امتلاك أدوات القوة العقلية نظريا وعمليا ، وتجعلك حاملا لقدرات خاصة في الذكاء والتفكير إلى جانب قدرات الفعل والممارسة ، ومن المأمول أن تحدث نقلة نوعية في الحياة ترى أثارها مستقيلا بوصفك مواطنا مشاركا أبناء وطنك بجدية في قيادة العالم في كل المجالات.
تقصي الحقيقة والبعد عن التعصب
من خلال تعليم التفكير تكتسب مهارة طرح السؤال والتمكن من أدوات تمحيص المعطيات وتحليل البيانات ، واكتساب القدرة على الحجاج والبرهنة والاستدلال المنطقي ، وكيفية حل المشكلات علميا ، معتمدًا على قرارات مدروسة بتأن ويُعد نظر. كل ذلك من شأنه أن ينفي حب المعرفة والرغبة في التعلم عبر الحوار والمناقشة والتقصي بعقلية منفتحة على الآخر نابذة لكل أشكال التفرد بالرأي والتعصب الفكري والانسياق وراء الذهن المنغلق
البعد عن الغلو ومحاربة التطرف أو الذوبان في ثقافة الآخرين
إن تنظيم التفكير يسهم في تأصيل قيم المجتمع القائمة على التسامح واحترام الآخر والتعاون المبتكر لبناء المستقبل. كما تمكن مهارات التفكير الفرد من إعمال العقل لمواجهة التغيرات التي تحدث في العالم في مختلف الميادين ، والحصانة من الأفكار الهدامة خاصة مع الانفتاح الإعلامي حيث تلاشت الحدود وأصبحت عملية التثاقف تتجاوز الدول والشعوب ، وهذا يقتضي تحصين الهوية الوطنية ، وبذلك يصيح لازما بناء عقل واع حر يستطيع التمييز ، واختيار ما يناسبه ويناسب الصالح العام دون التقوقع على الذات أو الذوبان في ثقافات الآخرين.
الدرس الاول : التفكير الناقد و حل المشكلات
أقرأ
كشف الطالب السعودي المخترع عبد الإله الجديعي البالغ من العمر ثلاث عشرة سنة في محادثة متلفزة عن ابتكاره الناجح لروبوت ( آلي) يساعد المرضى الذين يعيشون بمفردهم ، وللمسنين الذين يعانون صعوبة في التنقل ، ولذوي الإعاقة الحركية في الحصول على أدويتهم في الأوقات المحددة. وفيما يلي الحوار الذي | دار بينه وبين المذيع والمذيعة:
المذيعة: ما الذي جعلك تقدم هذا الاختراع لكبار السن ؟ هل رأيت موقفا معينا أثر فيك ؟ هل في أسرتك من كبار السن من يجد صعوبة في تناول الدواء بنفسه ؟
عبد الإله: كان جدي يعاني صعوبة في أخذ الدواء في وقته ، ففكرت في ابتكار هذا الروبوت لمساعدته وإعطائه الدواء.
المذيع: كيف يعمل الروبوت ؟ وكيف يمكن استخدامه دون أن يفسد الدواء ؟
عبدالإله: في الروبوت مكان لتخزين الأدوية ووضع الماء وتقسيم الأدوية. ويقوم بنقل الدواء من المكان البارد في أوقات محددة عند دق الجرس ، وهو مزود بشرائح للشحن بالطاقة الشمسية ، ويتبع مسارا محددا للعودة إلى مكانه بعد القيام بوظيفته.
المذيع: هل تفكر مستقبلا في المزيد من الاختراعات ؟
عبد الإله :أطمح إلى إنجاز مشاريع أكثر ، وتطوير مشاريع جديدة ، وأنا الآن بصدد العمل على مشروع جديد ومن لديه أفكار يجب ألا يتردد ، وقد ساعدني والدي وكثير من المسؤولين في تنفيذ فكرتي.
الدرس الثاني : التفكير الناقد و اتخاذ القرار
تمهيد
يتخذ الإنسان في حياته اليومية العديد من القرارات اللازمة لتحقيق أهدافه وطموحاته وحل مشكلاته بعض القرارات سهلة وبسيرة ( مثل اختيار تناول طعام أو مشروب معين من بين العديد من! الأطعمة والمشروبات المتاحة ، لكن بعضها قرارات معقدة ، وتحتاج إلى مجهود ذهني كبير ، ووقت طويل لاتخاذها ( مثل اختيار موضوع مشروع التخرج في نظام مسارات التعليم الثانوي أو اختيار مجال العمل). عملية اتخاذ القرار قد ترتبط بالحاضر وتغير الواقع ، وتمتد آثارها إلى المستقبل وتحدد مصير الإنسان في بعض الأحيان ؛ فالمعرفة الواعية بعمليات اتخاذ القرار وتنوعها ، بهدف التوصل إلى حلول ناجحة وقرارات سليمة ، أمر مهم جدا في حياة الإنسان إن عملية اتخاذ القرار تتطلب إرادة وعقلية منفتحة تستكشف البدائل ، وتتخذ أفضل الطرائق لتحديد أفضل الحلول وتتميز بالدقة والدراية والتوقيت المناسب.
قال تعالى: ( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتوَكلينَ )
الدرس الثالث : التفكير الناقد بين العمل الفردي و العمل الجماعي
تمهيد
التفكير مُهمَّة تَضْطَلِعُ بها الذات ، ولا يمكن أن تنجز بالوكالة. ومع ذلك فالتفكير مثل المحبة من الأشياء النادرة التي تتعاظم كلما اشتركنا فيها. ويصدق ذلك أكثر على الفكر الناقد فهو علامة التزام وجُرأة تقدم عليها الذات ، وهو تجربة جميلة تتسم بعلامات التخلص والانعتاق من القرارات المتسرعة والأفكار المغلوطة السابقة. فكيف يدير التفكير الناقد هذه المراوحة بين الحميمية والمشاركة ؟ بين الذات والمجموعة ؟ هل في المشاركة ما يُمْكِنُ أَن يُعَطِّل مهارات التفكير الناقد ؟ أم أن العمل الجماعي يَفْتَحُ آفاقا جديدة تَعْلَمُ منها الذات كما تغنم منها المجموعة ؟
الدرس الرابع : النفكير الناقد و الحوار
تمهيد
يوجد كثير من المصطلحات المستخدمة لوصف ما يدور عندما يتحدث الناس مع بعضهم ، بما في ذلك النقاش والمداولة والمناظرة والحوار. ومن المهم أن تدرك أوجه الاختلاف بينها ؛ ففي المناظرة يوجد فائز وخاسر ، يفوز شخص بعرض حجة أقوى ، ويخسر الآخر ، وهي تنافسية بطبيعتها. أما في الحوار ففيه فائزان ؛ أتعلم منك وتتعلم مني ، وربما نتوصل إلى حل وسط ، أو نتفق على الاختلاف في الرأي دون خصومة. فالحوار تبادلي على نحو عميق ، ويقر بالتشابه والاختلاف على حد سواء ، ويمكن وصف الحوار بأنه: لقاء وتواصل مع الآخر المختلف في الرأي والأفكار ، قال تعالى: (﴿فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا ))
وقال تعالى:(( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا ))
الدرس الخامس : التفكير الناقد و الحجاج
أقرأ ( 1 )
يقوم النظام الحجاجي القديم على الخطابة والجدل والبرهان ، وظل مرادفا للمنطق نفسه ؛ على الرغم من أن وجها من وجوهه يقوم على المغالطة أيضًا ، والحجاج يأخذ صور استدلال مختلفة في غاياتها وأساليبها ، ويعتمد على الأدلة التي قد تكون نتائجها ظنية أو يقينية أو مغالطية
ويعتمد الحجاج أيضًا على سلسلة استنتاجية ، بعضها لغوي ، وبعضها منطقي ، سواء كانت الحجج جدلية أو برهانية أو خطابية ، وسواء كانت استقرائية أو استنباطية ؛ وبهذا يكون الحجاج اسما دالاً. أنظمة استدلالية متعددة الوجوه والنتائج بعضها يطلب الغلبة ، وبعضها يطلب التأثير في النفوس وإقناعها ، وبعضها يطلب التلاعب بالعقول ومغالطتها ، وبعضها يطلب الحقيقة واليقين.
الدرس السادس : التفكير الناقد و المناظرة
تمهيد
يمثل التواصل شرطًا ضروريا للتعايش بين الأفراد والجماعات. ويعد الحوار أرقى مظاهر ذلك التواصل الذي يعبر الإنسان بواسطته إلى بواطن الآخرين ، فيفهم ما تكتنزه ذواتهم من أفكار ومشاعر ومواقف. غير أن للتواصل مع الآخر صورًا تختلف باختلاف صيغها وأهداف مستعمليها ، ومن أنواع التواصل مع الآخر المناقشة والجدل والمناظرة ، إذ لما كانت جبلة الإنسان قد فطرت على الاختلاف ، فلا بد من تصادم الآراء المختلفة. وكان لا بد من مقارعة الفكرة بالفكرة والحجة بالحجة. ولكن ذلك الجدل لا ينفصل عن مقاصد صانعه التي تذهب أحيانا من مجرد محاولة الإقناع إلى محاولة الغلبة وإفحام الآخر ، لا طلبا للحقيقة والتفاهم المناظرة من أبرز أشكال الخطاب الحجاجي ، فما المناظرة وما قيمتها ؟
الدرس السابع : التفكير الناقد و التفكير الإبداعي
تمهيد
يبقى الرُّقي دومًا حلمًا إنسانيا مشروعًا ، وواقعا فعليا يشهد عليه تاريخ الحضارات ؛ ولهذا لم تتوقف محاولات الإنسان الجادة والمتعددة من أجل ضمان حسن البقاء وعمارة الأرض وهي الإنسان الفعلية التي جعلته مخلوقا متجددا ومتغيرا ، متأملا ومفكرا ومتسامحا مهينا لظروف حياتية أفضل ، ولا يزال ساعيًا على الرغم من كل التطور الذي حققه ، ولم تزل التحديات تتوالى التي تتطلب منه توظيف قدراته الإبداعية بشكل مستمر ، معتمدا في ذلك على قدراته الفكرية الناقدة للواقع والمبدعة للمنشود.
الدرس الثامن : التفكير الناقد و التفكير العلمي
اكتسب التفكير العلمي أهميته وسماته المميزة التي أتاحت له بلوغ نتائجه النظرية والتطبيقية الباهرة بعد تطور طويل ، وبعد التغلب على عقبات كثيرة ، وخلال هذا التطور كان الناس يفكرون بطرق متباينة ، يتصورون أنها كلها تهديهم إلى الحقيقة العلمية ولكن كثيرًا من أساليب التفكير اتضح خطؤها فأسقطها العقل البشري خلال رحلته الطويلة ، ولم تصمد إلا تلك السمات التي أثبتت أنها تساعد على العلو ببناء المعرفة وزيادة قدرة الإنسان على فهم نفسه والعالم المحيط به التفكير العلمي هو ذلك النوع من التفكير المنظم الذي يبقى في أذهاننا ، وهو نتاج ذلك العمل الشاق الذي قام به العلماء وما زالوا يقومون به من أجل اكتساب المعرفة والتوصل إلى حقائق الأشياء العلمية ؛ فبناء العلم يعلو طابقا فوق طابق ، و يسعى كل عالم إلى أن يضيف إلي ذلك البناء لبنة صغيرة ، أو يقوم بإصلاح وضع لبنة سابقة. إن التفكير العلمي ليس جمعا للمعلومات العلمية أو معرفة بطرائق البحث في ميدان معين من ميادين العلم ، وإنما هو طريقة النظر وإعادة النظر في الأمور تعتمد أساسا على العقل والبرهان المقنع بالتجربة أو بالدليل.
المصدر: التفكير العلمي فؤاد زكريا ، ص 14 ، 2018 ( بتصرف)
الدرس التاسع : التفكير الناقد و الفكر الضال
يؤدي التفكير السليم المبني على قواعد منطقية دورًا مهما في مواجهة الأفكار المغلوطة ، والوقاية والتحصين من الشبهات التي قد تضر بالأفراد والمجتمعات مهارات التفكير الناقد تعزز الحصانة الفكرية ، وترسخ المسؤولية الوطنية لدى الأفراد في التصدي للأفكار المتطرفة ، والانحرافات التكفيرية أو الانحلالية الضالة التي يسعى المنحرفون فكريا إلى تسريبها إلى مجتمعنا السعودي بشكل معلن وخفي ؛ بهدف توظيف النشء لخدمة أهداف هدامة تضر بالوطن يعول كثير من أصحاب الفكر المتطرف وأصحاب الفكر المنحل على الهشاشة الفكرية وسطحية التفكير في اجتذاب بعض الشباب إن إحكام العقل من خلال توظيف مهارات التفكير الناقد يمكننا من تفنيد الشبهات ومنع تزييف الحقائق والحد من تسرب الميل والهوى وكل أشكال التطرف الهدام. فما دورك كمفكر ناقد في مواجهة الفكر المتطرف ؟
الوحدة الثانية : التفكير المنطقي و العلم
ابني الطالب. ابنتي الطالبة...
تعيش اليوم في عصر العلم والتقنية وعصر الذكاء الاصطناعي ، الذي يفرض ضرورة إعداد مواطنين ذوي عقول متفتحة قادرة على مواجهة التغييرات الناتجة عنه والمواكبة هذه التغييرات علينا اتباع المنهج الذي يتفق وروح هذا العصر ، وهو منهج التفكير المنطقي والتفكير العلمي. تبحث قواعد التفكير المنطقي أساسًا صورة الفكر ، وقوانينه التي تساعد الذهن على الحذر من الوقوع في الخطأ ، ولا تقتصر تلك المبادىء والقوانين على التفكير المنطقي وحده ؛ بل تشمل أيضًا كل العلوم بحسب مجالاتها وخصوصياتها ، سواء في العلوم الطبيعية التي تستخدم المنهج التجريبي الاستقرائي ، أو العلوم الرياضية الصورية التي تستخدم الاستدلال والمنهج الاستنباطي ، وأيضا استخدامات قواعد التفكير المنطقي في مجالات الذكاء الاصطناعي المختلفة وفي العلوم الاجتماعية والإنسانية.
هذه الوحدة تتناول بعض المبادئ في التفكير المنطقي ، وأساليبه واستخداماته في الجوانب العلمية المختلفة ، ما هو تجريبي منها ، وما هو رياضي صوري ، وكذلك مجالات الذكاء الاصطناعي وممارساته في حياتنا اليومية. وتستهدف هذه الوحدة بصورة عامة تنمية مهارات التفكير المنهجي النقدي العقلاني ، ويساعدك هذا التفكير المنهجي النقدي على فهم مبادىء الاستدلال المنطقي ، وأسسه ومناهجه ، والتمييز بين الأدلة السليمة وغير السليمة ، ووجاهة الشواهد ، وعلاقتها بالنتائج التي يصل إليها الإنسان بنفسه أو يقدمها الآخرون إليه ، فضلا عن تحليل أصناف المغالطات المنطقية وسبل تجاوزها.
إن دراسة الاستدلال وقواعده تساعدك في التخلص من تأثير العاطفة والاستهواء والنزعات والشائعات ، وتعمل هذه الوحدة أيضًا على تنمية الروح العلمية والنقدية لديك. وقد تضمنت هذه الوحدة أمثلة متنوعة ، من شأنها مساعدتك على التعلم الذاتي والتفكير المستقل السليم في قضايا العصر التي تتصل بصورة واقعية مباشرة بحياتك اليومية الواقعية.
الدرس الاول : وجاهة الشواهد
تمهيد
إن عملية تقويم الشواهد واختبارها من أهم المهام التي تواجه المفكر الناقد ، وتتطلب منه أن يتعامل معها يوميا ، إذ تتضمن معظم الاستدلالات التي نتعرض لها في العلم وفي الحياة اليومية اعتقادات أو أحكاما بشأن قضايا معينة ، سواء كانت هذه القضايا في الماضي أو الحاضر أو المستقبل ، ويرغب أصحاب هذه الاستدلالات أن تقبل مزاعمهم. ولكي يقبل المفكر الناقد هذه الاعتقادات أو يرفضها عليه أن يطرح على نفسه بعض الأسئلة ، منها: ما الذي يحملني على تصديق هذه المزاعم ؟ هل تتضمن تلك المزاعم شواهد محكمة أو قوية ؟ ما قدر وجاهة تلك الشواهد ؟ هل الزعم المقدم في حاجة إلى مزيد من الإيضاح ؟ أم هو مجرد زعم بلا أدلة ، مما يجعلنا نرتاب في مصداقيته ؟
الدرس الثاني : الوعي بالمغالطات المنطقية الصورية
معنى المغالطة المنطقية. يستخدم مصطلح" المغالطة بمعان مختلفة ، لكنه يشير بوجه عام إلى الاستدلال الذي يتضمن خللا نتيجة لانتهاك بعض قواعد الاستدلال المنطقي ، المغالطة إذن خطأ ، أو ربما" حيلة" استدلالية قد يستخدمها المرء في محاولته إقناع الآخرين بقبول نتيجته.
تنقسم المغالطات المنطقية قسمين رئيسيين:
1. النوع الأول من المغالطات تسمى المغالطات الصورية لأنها تتعلق بصورة الحجة أو شكلها ، وهي نمط من الحجج الفاسدة التي نقع فيها بسبب صورتها المنطقية التي تشبه صورة حجة منطقية صحيحة ، وهي ليست كذلك ؛ لوجود خلل في بنية الحجة ، المغالطات الصورية تهتم بشكل الحجة وبنيتها بغض النظر عن محتواها. ومن هنا يمكن الكشف عن المغالطات الصورية بتحويلها إلى صيغة رمزية.
2- النوع الثاني هو المغالطات غير الصورية ، وسوف يأتي الحديث عنها في الدرس القادم.
الدرس الثالث : الوعي بالمغالطات غير الصورية
تمهيد
يكمن الخلل الموجود في المغالطات غير الصورية في محتوى مقدماتها ، أو في العلاقة بين مقدماتها ونتيجتها ؛ لأنها إما أن تكون تلك المقدمات باطلة ، وإما أن تكون شواهدنا على صدقها ضعيفة واهية ، أو لأن مقدماتها ليست متعلقة أصلا بنتيجتها ، وأيضا ربما يكمن الخلل بسبب تشتيت الانتباه أو لأنها تتوسل حيلا لغوية في إقرار نتيجتها كما يحدث في مغالطات الإبهام والغموض التي يعتمد فيها الشخص على عبارات حمالة أوجه ، فيوظف وجها منها تارة ، ويوظف وجها آخر مختلفا تارة أخرى. هكذا تتعدد طرائق ارتكاب المغالطات وتتعدد معها طرائق تصنيفها ، وكما ذكرنا في الدرس السابق ترد المغالطات الصورية في سياقات استنباطية ، أما المغالطات غير الصورية فترد غالبًا في سياقات استقرائية المغالطات غير الصورية إذن حجج يرجع الخلل فيها إلى طبيعة محتواها ، أو إلى أسباب معرفية أو لغوية وسوف نستعرض في هذا الدرس بعضًا من أهم هذه المغالطات
الدرس الرابع : التفكير المنطقي و المنهج الرياضي
تمهيد
تتباين العلوم بتنوع موضوعاتها وخصائصها وأهدافها ، وإذا كان علم المنطق يبحث في صورة الفكر وقوانينه أو مبادئه التي تساعد الذهن على الحذر من الوقوع في الخطأ في ما يتصوره ، فإن تلك المبادئ لا تقتصر على المنطق وحده ، بل تشمل العلوم أيضًا ، ولكن بدرجات متفاوتة بحسب مجالاتها وخصوصياتها فالرياضيات- على وجه الخصوص أكثر صورية من علوم أخرى بسبب كونها علما مجردا يستعمل الرموز ويهتم بأنواع العلاقات والاستدلال والاستنباط ، إلى حد أننا نعثر على أشكال من العلاقة بين التفكير المنطقي والمنهج الرياضي ، وقد أسس إقليدس أول نسق هندسي بصورة دقيقة انطلاقا من مبادئ يسيرة ، على غرار المنطق الأرسطي ، ويجب أن يبدأ منها عالم الرياضيات في عملية البرهنة ، وابتداء من النصف الثاني من القرن السابع عشر قامت في أوساط علماء الرياضيات حركة نقدية لمبادئ البرهان الرياضي ، وفحص معايير الصدق ، وهو ما يُعرف بالهندسات غير الإقليدية ، وامتزجت الرياضيات بالمنطق امتزاجا
الدرس الخامس : التفكير المنطقي و المنهج التجريبي
نسق المنطق الأرسطي ( الاستنباطي المعتمد على القياس) يُفيد في تثبيت الأخطاء ( القائمة على الأفكار السائدة وإرساخها أكثر. مما يفيد في البحث عن الحقيقة العلمية ، ومن ثم فإن ضرره أكبر من نفعه. [...] إذ إنه لا يفسر الطبيعة في دقتها ، فهو يفرض الموافقة على القضية دون أن يمسك بالأشياء على حقيقتها العلمية ، فالقياس الأرسطي يتكون من قضايا والقضايا من كلمات والكلمات هي مقابلات رمزية لأفكار ، وعليه فإذا كانت الأفكار نفسها ( وهذا جذر المسألة غير دقيقة أو خاطئة ، فلن يكون هناك ثبات ودقة فيما يُبنى عليها ؛ لذا فلا أمل لنا إلا في الاستقراء التجريبي ، الاستقراء التجريبي إجراء عقلي أكثر وثوقا وصحة عندما نتحدث عن العلوم الطبيعية ، فهو يحقق لنا فهما أفضل واكتشافا للحقيقة العلمية المتعلقة بالظواهر الطبيعية من خلال التجربة العلمية والبرهان الاستقرائي
المصدر: الأورغانون الجديد إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة ، الطبعة الأولى فرانسيس بيكون ترجمة عادل مصطفى 2013 م ( بتصرف)
الدرس السادس : التفكير المنطقي و الذكاء الاصطناعي
الدماغ آلة طرية
برزت فكرة الذكاء الاصطناعي في علم الحاسوب مع تطور علم الأعصاب الذي قدم لنا تفسير أعمق فيما يتعلق بعمل الدماغ البشري. تطور العلمان جنبا إلى جنب واستعار كل منهما أفكاره من الآخر. فقد كشفت تقنيات التصوير المتطورة الأنشطة الكيمو- كهربائية التي تجري في الدماغ وتصحب عمليات التفكير في الدماغ ، ومن هنا حاول علماء الحاسوب اختراع آلات تحاكي الطريقة والآلية نفسها التي تحصل في الدماغ البشري ، فإذا كان العقل مجرد شيء مادي قادر على التفكير من خلال دفعات كهربائية ، فربما نصل في نهاية الأمر إلى آلات يمكنها فعل الشيء نفسه فمع الثورة العلمية والتسارع الكبير في العالم الرقمي والتقني تطورت مفاهيم جديدة مثل" المنطق الضبابي" في مجال" الذكاء الاصطناعي" والتي تساعد على ابتكار تطبيقات حاسوبية تقوم بتقليد عمليات تفكيرنا والقيام ببعض المهام المعقدة مثل التعرف على الوجوه ولعب الشطرنج ، والتشخيص الطبي وفهم اللغة الطبيعية- في علم اللسانيات أو اللغويات يقصد باللغة الطبيعية اللغة البشرية- ومعالجتها.
المصدر: موسوعة الفلسفة ، ماركوس ويكس ص 82 ، 2017 م
الدرس السابع : التفكير المنطقي و الحقيقة العلمية
مسار العلم المعاصر تحكمه تحولات نوعية تؤثر تأثيرا عميقا في بنية العقل ، إن العقل بنية متبدلة منذ تاريخ المعرفة ، والواقع أنه يمكن للعقل البشري ، أن يراجع قراراته السابقة ويعرضها للنقد. هناك بعض الأفكار لا تتكرر ، وهي الأفكار التي ثبت خطأها ومن الله ثم تصحيحها ، إن روح العلم هو أساسا تصحيح المعرفة وتوسيع نطاقها. فمن خلال النقد يحكم العلم على ماضيه التاريخي الذي ثبت خطأه بإدانته ويحكم على أن بنية العلم هي الوعي بأخطائه التاريخية ، نحن نعد الحقيقة من الناحية العلمية تصحيحا تاريخيا لخطأ سابق ، ونعد التجربة تصحيحا للحس المشترك ( أو الوهم المشترك). تدور كل حياة العلم الفكرية من الناحية الجدلية حول هذا الاعتبار. [...] يكفي الإنسان أن يفهم حالة العلم المعاصر غير المكتمل لكي يدرك إدراكًا داخليا أهمية الانفتاح العقلاني بالنسبة لتطور العلوم.
المصدر: الفكر العلمي الجديد ، الطبعة السادسة ، باشلار غاستون ( بتصرف). 2013م
إضاءة
توجد فروق نوعية بين المعرفة العامية والعلم. امامية والعلم. الأولى تمثل امتدادا للممارسة اليومية ، وهو ما يسمى الحس المشترك الذي ينتج عن حاجات يومية ، وله أهداف نفعية. في حين يرفض الثاني ذلك ؛ لأن العلم يخضع لمنطق آخر هو حوار العقل والتجربة ، وهو ما يميزه من المعرفة العامية
منهج العلم هو المنهج النقدي ، منهج المحاولة والخطأ منهج اقتراح الفروض الجريئة وتعريضها لأعنف نقد ممكن حتى نتبين مواطن الخطأ فيها.
المصدر: منطق البحث العلمي ، كارل بوبر ، ترجمة محمد البغدادي 2006 م
