الشعر الجاهلي
الحد الزماني للشعر الجاهلي :
الشعر الجاهلي قديم النشأة، لكن القسم الأوفر منه ضاع بعوامل عديدة لعل أهمها عدم التدوين. قال أبو عمرو بن العلاء: ( ما انتهى إليكم من الشعر إلا أقله، ولو جاء کم وافرا لجاء کم علم وشعر کثیر)، لذلك ركز كثير من مؤرخي الأدب على الفترة التي سبقت الإسلام بمئة وخمسين عاما، وهي الفترة التي نضج فيها الشعر وكان – كما قالوا - غاية الإتقان في وزنه وقافيته ودقة إشارته ومتانة تراكيبه .
مكانة الشعر الجاهلية :
قال ابن رشيق : ( كانت القبيلة إذا نبغ لها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصنعت الأطعمة، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر، كما يصنع في الأعراس؛ لأن في شعره حماية لأعراضهم، وذب عن أحسابهم، وإشادة بذكرهم))، وقد كان بمنزلة صحفي القوم الذي يجمع بين الموهبة والحكمة والتأثير في الجماهير وقت الحرب ووقت السلم، وغالبا ما يكون عارفا بالأخبار والأنساب وأحوال القبائل، لذلك حفل العرب بالشعراء؛ لقيمتهم وخطرهم، ولأنهم دیوان الأمجاد وسجل المفاخر والمآثر. وفيما بعد أصبح هذا الشعر ديوانا للعرب كما قال عمر رضي الله عنه
المعلقات :
هي قصائد من أجود الشعر الجاهلي، عددها سبع في أحد الأقوال وعشر على قول آخر، وقد سميت بالمعلقات تشبيها لها بعقود الدر التي تعلق في النحور، وقيل : إن العرب كتبوها بماء الذهب وعلقوها على جدران الكعبة على عادة الجاهليين في كتابة عقودهم ومواثيقهم وتعليقها على الكعبة، وقيل : بل علقوها بالذهن أي حفظوها عن ظهر قلب. وللمعلقات قيمة أدبية عظيمة؛ وذلك لأنها تصور البيئة الجاهلية أوضح تصوير وأشمله، مما حدا ببعض أدباء الغرب إلى ترجمتها، كما يعد شعراء المعلقات أهم شعراء العصر الجاهلي، ومن عد المعلقات سبعا جعل أصحابها كما يأتي