الشعر في صدر الإسلام ونماذج منه
بعد الشعر في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم امتداداً لسابقة في العصر الجاهلي في بنيته التقليدية ؛ لأن كثيرا من شعراء هذا العصر هم أنفسهم شعراء العصر الجاهلي، ولهذا كانوا يسمون بالمخضرمين - وهم الذين أدركوا عصرين مختلفين - غير أن ملمحين بارزين قد أثرا على الشعر في العهد النبوي، ويمكن إيجازهما في الآتي :
أولاً : استخدام الشعر في صد سهام من كانوا يتهجمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة الجديدة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبراً في المسجد فيقوم عليه يهجو من هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : « إن روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ رواه أبو داود ، رقم 5.15 ] . ثانياً : تعرض الشعر لفترة من الركود وذلك عائد إلى عدد من العوامل ومنها :
۱- انبهار العرب بالقرآن الكريم ورضا نفوسهم بعقيدة الإسلام وآدابه وانشغالهم بالفتوحات فصرفهم ذلك عن الشعر إلا قليلاً وبخاصة مع علو شأن الخطابة في عهد الإسلام.
۲- لم يتكسب الشعراء بشعرهم في عهده صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ، وذلك بعد عاملا من عوامل رکود الشعر.
۳- حرم الإسلام الخمر والفول الفاحش والسب، ولم يشجع على اللهو والترف، وكانت هذه المضامين وقودا للشعر؛ ولذلك فقد كانت القصائد تتخفف من هذه المعاني إلا فيما كانوا يعدونه عرفا وتقليداً في القصيدة العربية لا تحسن ولا نكمل إلا به کالبداية الغزلية ووصف الأطلال.
أما في عهد الخلفاء الراشدين اولين فقد بقي الشعر على ما كان عليه في العهد النبوي من القلة والانشغال عنه ، وقد ارتبط بعدد من المضامين، منها: الرد على المصلوم ، ورثاء الخلفاء الراشدين النار ، وكذلك رثاء أعيان الصحابة، كما عني الشعراء بشعر الحماسة ، وشعر الفتوح ، وشهد العصر بدايات ظهور الشعر السياسي
انثر الأبيات بأسلوبك نثراً موجزاً ؟
قال حسان هذه القصيدة يوم اتجه النبي عليه السلام للعمرة و الحج بعد صلح الحديبية - عمرة القضاء - وحيث تفوح رائحة التهديد والوعيد الذي جاء بصورة الدعاء على الخيل عدمنا خيلنا إن لم تروها - إن لم تغير على المشركين و تداهمهم في عقر دارهم - وهي تثير الغبار في هجومها - يركبها فرسان لم نلمح منهم شيئا سوى صورة الرماح العطشي إلى دماء الأعداء ( على أكتافها الأسل الظلماء ) و هذه الجياد مسرعة متلهفة تلعب بالأعنة - ونصعد الجبل متجهة إلى كداء و هي أحد مداخل مكة - وقد أفنى فرساتها رجال قريش - و عندها تضطر نساء وقد فقدن رجالهن إلى مواجهة الخيل بالخمر حاسرات الرؤوس - لأنهن استعملن هذه الخمر لمقاومة خيل المسلمين - إنها الحرب النفسية - و الدعوة إلى التسليم و الإذعان - نشر الرعب و الخوف في صفوف الأعداء - وتخويفهم من عاقبة ما يهددهم إذا عائدوا المسلمين - ما سيكون عليه حالهم وما سيؤول إليه فعليهم بالوفاء للمسلمين و السماح لهم بالعمرة و إلا فانتظروا الهزيمة
وضح أثر الإسلام الظاهر في مضامين قصيدة حسان ؟
أن يشعر حسان متأثرا تأثرا شديدا القرآن الكريم و مصطلحات الإسلام و يبدوا ذلك واضحا في قوله (( اعتمرنا . يعز الله من يشاء . جبریل امین الله . روح القدس . وقال الله قد أرسلت عبدا . وعند الله في ذلك الجزاء ))