السلوك الشرائي وصفات المشتري المثالي
تفسيرات السلوك الشرائي
إن محاولة تفسير سلوك المشتري أمر في غاية الصعوبة . ولقد تعددت النظريات واختلفت الآراء في محاولة كشف تصرفات وسلوكيات المشتري . ولن نستعرض تلك النظريات هنا ، ولكننا سنحاول التركيز على أهم تفسیرین لسلوك المشترين وهما التفسير العقلاني والتفسير العاطفي :
١- التفسير العقلاني
التفسير العقلاني للسلوك الشرائي يعني أن المشتري يعتمد على عقله أكثر من عاطفته في الشراء، فتكون قراراته | الشرائية منطقية ومعتمدة في الأساس على الحاجات الفعلية للمشتري وتعتمد أيضا على المنطق الاقتصادي للمشتري . بمعنى آخر فإن المشتري دائما يقارن التكاليف بالمنافع العائدة من الشراء، فإذا كانت التكاليف أكثر من المنافع، يتوقف المشتري عن الشراء، أما إذا غلبت المنافع على التكاليف، فيحاول المشتري إتمام الصفقة الشرائية.
مثال :
قرر أحمد أن يشتري جهاز كمبيوتر محمول ، فذهب إلى أحد الأسواق المجاورة مع أحد أصدقائه ، وبدأ يجمع المعلومات الكاملة عن الأنواع المختلفة للأجهزة المحمولة ، بما في ذلك الأسعار والمميزات ، کالسرعة والسعة والبرامج ، كما قارن أحمد بين الأجهزة المحمولة فيما يخص الضمان وخدمة ما بعد البيع ... وبعد ذلك قرر أحمد أن يشتري الجهاز الذي يشتمل على أفضل المواصفات والخدمات بأفضل الأسعار.
إذا أحمد يعتمد على المنطق ومبدأ المنافع مقابل التكاليف.
2- التفسير العاطفي
حيث تؤثر في المشتري عاطفته عند اتخاذ قراراته الشرائية، فيعتمد على عاطفته أكثر من عقله .
مثال :
قرر خالد أن يشتري جهاز كمبيوتر محمول، فذهب إلى أحد الأسواق المجاورة مع أحد أصدقائه للبحث عن كمبيوتر أنيق الشكل، يحمل اسم معروفة في عالم الكمبيوتر ، ويكون لونه جذابا وتصميمه حديثا .
إذا خالد يعتمد على العاطفة أكثر من العقل في اختياره للكمبيوتر المحمول.
إن كثيرا من القرارات الشرائية التي نتخذها، ليست قرارات عقلانية بحتة، ولا عاطفية بحتة ، فغالبا ما يكون القرار الشرائي مزيج من الاثنين معا، فتجد المشتري يقر مبدأ الربح والخسارة، ولكنه أيضا يرضي عاطفته الشرائية في الوقت نفسه .
تطبيق المبادئ الاسلامية
فلا يجوز شراء ما يخالف الشرع الإسلامي الحنيف سواء كان منتجا محسوسة أم خدمة غير محسوسة أم غير ذلك، كما أن المشتري المثالي يمتاز بالاقتصاد في الشراء، والاعتدال في الشراء مبدأ أساسي يتبعه المشتري المثالي في قراراته الشرائية ( بشرط أن لا يصل لدرجة التقتير ).
۲ - الحاجة الفعلية للشراء
قبل الشراء الفعلي للسلع والخدمات يعمد المشتري المثالي إلى تقييم الحاجة الفعلية للشراء فلا يكون الشراء انفعالية لا يهدف إلى تحقيق منفعة أو إشباع حاجة.
٣- توقيت الشراء
توقيت الشراء عامل حاسم في الحصول على أفضل الصفقات الشرائية، والمشتري المثالي دائما يخطط لعملية الشراء بوقت كاف، لكي لا يضطر أن يضحي ببعض الميزات المهمة في المنتج أو بدفع سعر أعلى
مثال :
يحصل بعض المشترين المثاليين على أفضل العروض والأسعار فيما يتعلق بالملابس الموسمية ؛ من خلال التخطيط المسبق المشترياتهم، والشراء بوقت مبكر قبل ازدحام المحلات وازدياد الطلب، فيحصلون على ما يريدون نتيجة التخطيط المسبق .
4 - التأني والاستشارة
غالباً ما يكون المشتري المثالي أكثر تأنية من غيره في قراراته الشرائية ، وأكثر استشارة وخصوصا في الحالات الشرائية المعقدة، كالتقسيط أو نظام الإيجار المنتهي بالتملك، فهذه الحالات تتطلب من المشتري الكثير من التحليل الاقتصادي قبل اتخاذ القرار الشرائي.
5- الاهتمام بالجوهر
يركز المشتري المثالي على الأشياء الأساسية أولا عند تقييم السلعة أو الخدمة ، ثم يأتي بعد ذلك الاهتمام بالأشياء الثانوية .
6 -النظرة المستقبلية
يركز المشتري المثالي على النظرة المستقبلية في عملية الشراء، ويخطط دوما أن يكون قراره الشرائي بعيد المدى، | بحيث لا يندم بعد ذلك على اتخاذه.
مثال :
عندما يهتم أحد مشتري السيارات بأن تكون السيارة التي يعتزم شراؤها " اقتصادية وتخدم مدة أطول ، ولا تنخفض قيمتها بشكل كبير نتيجة الاستخدام ، فهذا المشتري ينظر إلى المستقبل ، وتعد نظرته مثالية .