حل درس وثيقة المدينة المنورة التاريخ ثانوي
الدولة في العهد النبوي
أسس النبي محمد صلى الله عليه وسلم دولة تنشر السلام و الاستقرار و الإسلام ، عاصمتها المدينة المنورة لتتمكن من توحيد البلاد تحت راية التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) و قد تحقق له ذلك ، أصبحت شبه الجزيرة العربية قلب العالم حين شع نور الإسلام منها و امتد إلى آفاق العالم و أصبح أهل شبه الجزيرة العربية ينقلون إلى البلاد الأخرى و ينشرون الإسلام بسماحته و وسطيته وقيمه النبيلة
أسس النبي محمد صلى الله عليه وسلم للحكم بمفهومه الإسلامي الصحيح القائم على كتاب الله القرآن الكريم و سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى العدل و الشفافية و الحزم مع الاعداء و السماحة مع الجميع و نشر القيم الاخلاقية التي تؤلف المجتمعات ولا تؤدي إلى نفورها
مهارة تفكير
السؤال : لماذا اخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين و الانصار عند وصوله المدينة ؟
الجواب : ليكون بذلك او دعائم بناء الدولة الجديدة ويكون مجتمعا واحدا .
المؤاخاة
من إنجازات الدولة في العصر النبوي تأليف المجتمع ليكون مجتمعا واحدا خاليا من جميع أسباب الخلافات و النزاعات . و عندما وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة كان معه المهاجرون من مكة المكرمة فأراد صلى الله عليه وسلم أن يؤلف بينهم و بين الانصار أهل المدينة المنورة من قبائل الارس و الخزرج فجاءت المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار لتكون انموذجا للمسلمين في التآلف و المحبة و التكاتف
ولقد ظهرت مواقف عظيمة من الانصار الذين قدموا بيوتهم لإخوانهم المهاجرين إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتنى لهم بيوتا و أخذ في التأليف بينهم و اصبح مجتمع المدينة المنورة مجتمعا واحدا أدى إلى تماسك الدولة و انتشار نفوذها لتتمكن من نشر الإسلام قال الله تعالى : (( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ )) الحشر 9
ومن حسنات المؤاخاة ايضا انتهاء النزاعات بين الانصار انفسهم التي دامت سنوات طويلة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها ، و فقد الاوس و الخزرج فيها أبناءهم و رجالهم بسببها ، و فقدموا الامن و الاستقرار . و بهذه المؤاخاة أحس الانصار و النزاع و قرروا تجنب تغليب الهوى و العصبية و الجوانب الشخصية التي ذابت في وحدة اجتماعية متميزة
اسم المدينة المنورة
كان اسم المدينة المنورة قديما ( يثرب ) و كانت تقوم اساسا على الزراعة و الرعي و عندما قدم إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم غير اسمها إلى المدينة وطيبة أو طابة . عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى سمى المدينة طابة )) رواه مسلم . و أورد المؤرخون أسماء أخرى للمدينة المنورة منها : المطيبة ، و الدار و جابرة و مجبورة ومنيرة
وثيقة المدينة
ومن جوانب السيرة النبوية في المدينة المنورة وثيقة المدينة المنورة التي وقعها جميع فئات المجتمع في المدينة من الاوس و الخزرج و اليهود و القبائل الاخرى . فبعدما نظم النبي صلى الله عليه وسلم العلاقة بين المهاجرين و الانصار توجه نحو تنظيم علاقتهم باليهود الذين كانوا يسكنون المدينة آنذاك بعد انتقالهم إليها ، لضمان التكاتف و التسامح شريطة التزام المواثيق التي وافقوا عليها . و هذا يدل على تسامح النبي صلى الله عليه وسلم و المسلمين مع غير المسلمين و تجنب إيذائهم أو طردهم ما داموا يلتزمون النظام المتفق عليه الذي يعطيهم حقوقهم و يلزمهم واجياتهم التي تكفل السلام و العدل بين الجميع
نظمت الوثيقة العلاقة بين اليهود و المسلمين من حيث العيش بسلام ، و الحصول على حقوقهم كافة ، و التزامهم تجنب نصرة الأعداء و ترتيب حل الخلافات في إطار الدولة و كذلك العلاقة بين أفراد المجتمع و الدولة
جاء في الوثيقة : (( لليهود دينهم ، المسلمين دينهم مواليهم و أنفسهم - إلا من ظلم و اثم فإنه لاي هلك إلا نفسه و أهل بيته )) وهذا يدل على سماحة الإسلام و المسلمين و ضرورة التزام المواثيق التي تخدم الجميع و تمكن الدولة من أداء مسؤوليتهم