حل درس جذور تأسيس الدولة السعودية نشأة المدن التاريخ ثانوي
أصبح بنو حنيفة من دعائم الدولة والمجتمع في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ ظهر منهم المحدِّثون والمفسِّون. وعندما حدثت حركة الرِّدة في اليمامة بزعامة (مُسيلِمة الكذاب) وقفت بنو حنيفة مع جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى انتصر المسلمون في معاركهم في (عَقْرَباء) بالقرب من (الجُبَيْلَة) شال غربي مدينة الرياض اليوم.
وبعد عر الخلفاء الراشدين أصبحت (اليمامة) بعيدة عن عناية الدولة الأموية، ثم الدولة العباسية، فأُهملت المنطقة وعادت إلى فقدان الاستقرار.
وفي النصف الثاني من القون الثالث الهجري أي في سنة 253 هـ استولى محمد الأخيضر عى اليمامة و اتخذ ( الخضرمة ) قاعدة لملكه و تداول بنوه الحكم منذ ذلك العهد إلى منتصف القرن الخامس الهجري . وكان لبني الأخيضر أثر كبير في تهجير بعض سكان اليمامة من بني حنيفة و غيرهم ، إذ يقول ابن حوقل : (( صادف ذلك دخول محمد بن يوسف الحسني الاخيضر اليمامة و انقشاع أهلها من جوره إلى أرض مصر و المعدن في آلاف كثيرة )) وعلى هذا فإن نفوذ بني حنيفة في ( حجر اليمامة ) بدأ بالافول منذ منتصف القرن الثالث الهجري
وبزوال الأخيضر يين لم تحكم اليمامة حكما قويا . ولم تقم فيها أي دولة ذات شأن ليعتني المؤرخون بأمرها ، فبقي اسم مدينة ( حجر ) لشهرتها القديمة و استمرت تعرف بأنها قاعدة اليمامة عند كل من كتب عن اليمامة من المؤرخين امتدادا لتلك الشهرة
وفي القرن السادس الهجري ذكر الإدريسي اليمامة و ذكر من مدنها ( حجرا ) و اشار إلى خرابها في وقته ، و خرابها لا يعني زوال اسمها بل لم تزل ( حجر ) قاعدة اليمامة أي أشهر مدينة فيها
و لأن بلاد ( نجد ) كلها أصبحت مجزأة إلى إمارات متفرقة أصبحت خاضعة للدويلات الصغيرة التي حكمت ( البحرين ) وهي البلاد التي يطلق عليها الآن اسم ( المنطقة الشرقية ) مثل : القرامطة ، و العيونيين ، و الجبريين الذين منهم أجود بن زامل الجبري . وكل هؤلاء اتخذوا الأحساء قاعدة لحكمهم الذي امتد إلى بعض بلاد نجد
عاد بعض بني حنيفة و استوطنوا مدينة حجر بعد زوال الأخيضريين ومما يؤيد ذلك ما ذكره ابم فضل الله العمري ( ت 749 هـ ) نقلا عن الحمداني ( ت 677 هـ ) عند حديثه عن بني يزيد فعد من ديارهم : ملهم و بنبان ، و حجرا ، و منفوحة ، و صياحا ، وغيرها . و بنو يزيد من بني حنيفة
وفي المدة التي بين القرن السابع الهجري و القرن الحادي عشر الهجري ، و نتيجة لتحسن الاحوال المناخية و أسباب اخرى شهد وشط شبه الجزيرة العربية أزديادا في حركة السكان من حيث هجرة عدد من القبائل من الغرب و الجنوب الغربي ، و عودة سكان الحاضرة و إنشاء عدد من القبائل من الغرب و الجنوب الغربي ، و عودة سكان الحاضرة و إنشاء عدد من البلدات التي أصبحت مدنا أو إعادة تعميرها مثل : الدرعية ، و العيينة ، وحرمة ، و الغاط و المجمعة و حريملاء و الحريق و حوطة بني تميم و روضة سدير و الحصون ، وشقراء و غيرها
و تمثل هذه الظاهرة من حيث الاستقرار و إنشاء المدن في وسط شبه الجزيرة العربية و تحديدا في نجد تفسيرا واضحا لبدء ظهور تأسيس الدولة في المنطقة و هو ما هيأ ان تقود ذلك لاحقا الدولة السعودية الاولى